أحتاجُك كثيرًا

471 23 2
                                    


أ

نتهت ليلة كئيبة حزينة، أخذهم عارف لمنزله المنفصل عن منزل والده، دخلت إيجة في حالة إكتئاب شديد ظلت تبكي طوال الليل وهي بين أحضان هازان التي لم تتوقف هي الأخرى عن ذرف دموعها بصمت .

ذهب عارف ومحمد لكمال أحدث عارف شجار كبير بينه وبين والده ليأمر والده رجاله بأن يخرجوه من المنزل وألى يدخل مجددًا إلى هنا .

***

ظل ياغيز في منزله عندما دخل عليه كاوروك وهو يقول : 

" اوه صديقي الاسبوع القادم عندك " 

نظر له ياغيز بنظرات شاردة لينطق : 

" لن أفعلها " 

" ماذا يافتى، ماذا يعني لن أفعلها ! "

" أجل لن أفعلها سنلغي هذه المهمة " 

" إذا لا تريدها أنا سأفعلها " 

نهض ياغيز بانفعال غير متوقع ليقول : 

" لن يفعلها أحد هل فهمت " 

" الله الله ما بك يا فتى إهدأ، هذا الموضوع نناقشه مع المدير " 

***

كانت هازان في حال يُرثى له لتخرج وتسير في الشوارع دون هُدى، فقد وضعت محمد بجانب إيجة، وعارف اختلى بنفسه، وهي تريد أن تُخفف عن نفسها أيضًا، فكرت وهي تسير في الشوارع ليخطر في ذهنها ياغيز .

استقلت أول سيارة أُجرة أعطته العنوان، لتصل الى الورشة .

ولحسن حظها وجددته يعمل، لم تفكر أو تقول شيئًا، كل ما فعلته هو التوجه نحوه عندما رأها تتقدم منه ترك ما كان يقوم بفعله لينظر لها بتعجب، وصلت اليه واحتضنته بقوة لتقول بهمس في اذنه : 

" أحتاجُك كثيرًا" 

وضع ياغيز يده على ظهر هازان ليقول بهدوء : 

" حسنًا سأغير ثيابي وأغسل يدي ووجهي وأتي إليك لا تتحركِ حسنًا " 

حركت هازان رأسها إيجابًا لتجلس على الكرسي الخشبي الصغير، وهي لا تعلم لماذا جائت له ولماذا احتضنته ولماذا تطلبه بهذه الطريقة وبهذا الإلحاح .

أخذها ياغيز معه ويجلسها في سيارته ويقول : 

" هل تريدين الذهاب إلى مكان محدد ! " 

نظرت له وكأنها تنظر للا شيء، لم تستوعب ما قاله لتسأل :

" ماذا قُلت ! " 

" هل عندك مكان محدد تريدين إفراغ ما في داخل قلبك " 

" خذني لمكان لا يوجد فيه بشر " 

" بكل سرور " 

***

كانت إيجة تبكي بين أحضان محمد، الذي لم يعرف ماذا يفعل أو كيف يتصرف، قرر أخذها لتستنشق الهواء الطلق قليلًا الى أنها رفضت بشدة .

خرج من غرفتها ليتصل على أحد أصدقائه : 

" يا صديقي هل تستطيع إعطائي رقم دكتورة نفسية " 

" ما هي الحالة التي عندك ؟ " 

" على ما أعتقد أنها حالة أكتئاب " 

" حسنًا عندي لك دكتورة جيدة، أكتب الرقم ... " 

***

كان فرحات يغلي غضبًا، يصرخ على هذا وذاك ليقول لمحسون بانفعال : 

" أريدك أن تعثر عليه، انه يتمادى بدأ يقتل النساء بكثرة في الفترة الأخيرة " 

" سيدي الضابط فرحات، هذا لا نستطيع فعله، ألى ترى أننا نفعل ما بوسعنا لكن دون فائدة " 

فكر محسون قليلًا ليكمل : 

" هل تذكر الشخصين المدعوين ب عارف و هازان، أنهم أصدقاء الضحية جينك، و الان الضحية والدتهم، هل ترى أن في الموضوع شيء ما " 

" هل تقصد أن المجرم يرتكب الخطأ الذي تحدثت عنه " 

" نعم، تستطيع القول بأن نهاية هذا المجرم أقتربت " 

***

" هل تتحدثين، أم تظل صامتة ! " 

قالها وهو ينظر لعينيها، تلتفت له بعدم فهم مجددًا، ليعيد كلماته، فأجابته بشرود : 

" لقد فقدت والدتي البارحة.. " 

خرجت كلماتها بصعوبة وغصة البكاء تخنقها، لتمسح دموعها التي كادت تسقط، لينطق ياغيز وهو ينظر للمحيط : 

" اخرجيها، لا تحاصري دموعك سيكون سيء جدًا في المستقبل، هيا أطلقي العنان لدموعك " 

قال جملته الاخيرة وهو يضع يديه على كتفيها، لتمد هازان يديها وتحتضنه وهي تبكي بقوة وحرقة شديدة، بعد بضع دقائق خرج سؤال ياغيز مباغت الصمت الذي حل : 

" هل أسم والدتك فضيلة أوغلو ! " 

نظرت له هازان وهي تضيق عينيها باستغراب : 

" هل تعرفها ؟" 

" ألم أقل لك أن عارف صديق قديم لا بد من أن أكون أعرف والدته " 

" نعم هي، هي.. " 

أخذها ياغيز وأوصلها لمنزل عارف وأنطلق إلى منزل كاوروك والغضب يغلي في عروقه .

***

توقعاتكم للبار الجاي ، ورايكم بهذا البارت ؟

قراءة ممتعة 🎭

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة Where stories live. Discover now