الفصل الثالث عشر

32.2K 442 19
                                    

الفصل الثالث عشر : لا شئ بدونك
__________________________________
وقفنا البارت فكلام يارا المستفز وعصبية ادم ياترى ايه اللي هيحصل؟؟ اه ياريت بلاش كسل واللي يقرا يعمل لايك ماهو ببلاش يعني
__________________________________
يارا بتحدي : انا مش هنام معاك ورايك مبيهمنيش و......
لم تكمل لان ادم رفع يده وصفعها بعنف لتسقط على السرير بقوة
صرخت يارا بألم ووضعت يدها على وجنتها تحسست شفتاها وجدتها تنزف.......نزلت دموعها بقهر وانكسار فهاهو الان يرفع يده عليها بعدما وعدها انه لن يضربها او يؤذيها مجددا لكنه وللمرة الالف يخلف بوعوده لتبقى علامات اصابعه على وجهها.
اما ادم فكان ينظر لها ببرود وهي ملقاة على السرير بجانبه وتشهق ببكاء.......اقترب منها وانقض عليها يشدها من شعرها بعنف فصرخت بوجع ونظرت له بدموع وحاولت التكلم بصعوبة فشفتاها تؤلمها للغاية
يارا بصوت ضعيف : انت بتضربني يا ادم
تجاهل ادم نظراتها وكلامها مرر يده على وجنتها فأغمضت عيناها بوجع
ادم بهمس : بتعيطي ليه بس هو انتي لسا شوفتي حاجة من اللي هعمله فيكي..... جتلك الجرأة ازاي علشان ترفعي صوتك عليا و تهدديني يعني على اخر الزمن تجيلي بنت غبية زيك وتقولي لأ وكمان سمعيني كده تاني مش عايزه تنامي معايا......لم تتكلم يارا فأحكم قبضته عليها وهتف بغضب الدنيا : فهميني انتي بتتكلمي كده ازاااي مين اللي قالك تعملي كده ميييين انطقي يا اما هيكون فيها موتك
انتفضت يارا وقالت وهي تحاول التحرر منه : محدش قالي اعمل كده انا اللي بتكلم من نفسي......سيبني بقى انت بتوجعني
دفعها ادم على السرير وابتعد عنها طالعها بهدوء واردف : انا اللي هقولك انه من النهارده مش عايز اشوف وشك قدامي ولا تنامي معايا بنفس الاوضة لانه انا اللي رافضك فاهماني.......لم تتكلم يارا واخفضت رأسها فذهب وصفع الباب خلفه بعنف
انتفضت يارا من الخضة وتحسست وجنتها نزلت دموعها بغزارة ووضعت يدها على اذنها التي تؤلمها كثيرا فصفعته لم تكن هينة ابدا كانت قوية و اذتها نفسيا قبل كل شئ
يارا بداخلها : ياترى اللي بعمله صح ولا لأ.....بس ازاي قدر يتخلى عني بسهولة للدرجة ديه معدتش افرق معاه......علاقتنا كل يوم بتتشتت خايفة فيوم من الايام مقدرش اتحمل قسوتك ويتغلب خوفي على حبي ليك خايفة تأذيني وتأذي ابني بسبب تسلطك وتملكك.....
مسحت دموعها واستلقت على سريرها بتعب.....
__________________________________
دلف ادم لغرفته واغلق الباب ببطئ نظر ليد وهو يتذكر كيف ضرب صغيرته بسبب غضبه لكن كلامها استفزه كثيرا وهو لا يقبل ان يتحداه اي شخص حتى لو كانت زوجته.....شد على شعره يحاول تمالك اعصابه لكن لم يستطع فضرب بقبضته على الحائط بقوة
ادم بانفاس متسارعة : ماشي يا يارا ان مربيتكش من تاني مش هكون ادم استني عليا شويا بس.
دلف للحمام استحم وخرج استلقى على السرير ونظر لجهتها يطالعها الفراغ .....شئ ما ينقصه هو اعتاد على نومها في احضانه ومداعبة خصلات شعرها الفحمية وشم رائحة عبيرها الطبيعي التي لطالما اخذت عقله.......تنهد بقوة واغمض عيناه محاولا النوم وهو يعزم على فعل شئ......
_________________________________
نظرت له بترقب فتنهد واردف بثبات : تقي انتي.....
قاطعته بصرخة وهي تحتضنه بقوة وتبكي بفزع فبعدما سمعت حبه لها لن تتركه لن تتخلى عنه ثانية ستعيش معه بقلبها وروحها سيكون حبها كفيلا كي يترك جميع النساء و يبقى معها هي فقط
تقي ببكاء وهي تضربه بقبضتها على صدره : مين اللي قالك اني مش عايزاك مين اللي قالك طلقني انت غبي يا اسر غبي اوي معقول مش فاهم اني عملت كده لاني بحبك كنت عايزه اعاقبك بس اكتشفت اني بعاقب نفسي.....انا مستعدة انسى الماضي مستعدة انسى كل حاجة وفضل معاك انت وبس مش هسمحلك تسيبني تاني لانه حياتك ملكي انا مش ملكك انت خالص
ابتسم اسر بسعادة وجذبها لتستقر في احضانه.......احتضنها بحب واشتياق فبادلته العناق بقيا هكذا مدة من الزمن حتى ابتعدت عنه.
مسح دموعها وقال بابتسامة : واخيرا حنيتي عليا يااه لو تعرفي كنت بتعذب فبعدك قد ايه انا والله ندمت على كل حاجة.
تقي بحب : خلاص لازم ننسى اللي حصل زمان ونعيش اللي جاي وصدقني مش هسمحلك تبعد عني خطوة وحدة
ضحك اسر واحتضنها مجددا فاغمضت عيناها بسعادة....
_________________________________
في صباح اليوم التالي
استيقظ ادم وارتدى ملابسه نزل للاسفل وجد يارا تجلس على السفرة
ادم بهدوء : جهزي نفسك علشان تطلعي معايا
نظرت له يارا باستغراب واردفت : فين
تنهد ادم وهتف بنبرة باردة : مش عايزة ترجعي لجامعتك اهو انا هسمحلك تروحي
قفزت يارا من مكانها وصعدت لغرفتها بسرعة ارتدت ملابسها وبعد دقائق نزلت وجدته ينتظرها
يارا بحماس : نروح!!
طالعها ادم بهدوء ثم اشار اليها بالخروج فخرجت وهو خلفها ركبا السيارة وانطلق بها
بعد مدة وصل للجامعة وكانت رهف في انتضارها
ادم بهدوء : مش هعيد كلامي تاني يا يارا
يارا : ايوة عارفة مش هضحك ولا هتكلم هقعد وانتبه للمحاضرات بس......نظرت له واردفت بنبرة حزينة : على فكره انا منسيتش اللي قلته المبارح وانك انت رافضني ومش عايزني انام معاك احب اطمنك كلامك هيحصل ومين اللي يعرف يمكن ديه آخر مرة اشوفك فيها
طالعها ادم لحظات ثم تمتم بلهجة آمرة : انزلي.
نزلت دموعها بانكسار وفتحت الباب خرجت واتجهت للباب......كاد ادم ينطلق بسيارته لكن فجأة.....دوى صوت طلقات نارية نظر بسرعة للخارج وجد الجميع يصرخ وايضا من يلتفون حول شخص ما زرهف تصرخ بفزع
نزل من سيارته بسرعة وهو يخشى من ان يكون مايتوقعه صحيح اقترب منهم و فتح عيناه بصدمة عندما رأى يارا ملقاة على الارض وملابسها مغطاة بالدماء
ادم بصراخ : يااااراااا.......انخفض لمستواها رفع رأسها ووصعه على قدميه وقال برعب : يارا.....يارا ردي عليا
فتحت يارا عيناها بصعوبة وضعت يدها على بطنها ببطئ وتمتمت بضعف شديد : اب...ني....ابني يا ادم هيموت
رهف ببكاء : يارا!!
لم يدع ادم لها الفرصة فحملها بسرعة ووضعها في السيارة ورهف بجانبها وهو ركب بالمقعد الامامي و انطلق بالسيارة بأقصى سرعة
رهف ببكاء : يارا.....يارا افتحي عيونك علشان خاطري
لم تتكلم يارا واغمضت عيناها مستسلمة للالم الجهنمي الذي تشعر به في قلبها.......اما ادم فهو في حالة اشبه بالجنون يقود السيارة بأقصى سرعة و قلبه يكاد يقع من القلق والخوف عليها.
بعد مدة وصلوا للمشفى حملها ادم وادخلها وصرخ بالاطباء : دكتور هنا بسرعة.
ادخلها الاطباء لغرفة العمليات واتصلت رهف بزياد الذي حضر هو وباقي العائلة بعدما علموا بما حدث و في غضون نصف ساعة كان الجميع بالمشفى
كانت حنان منهارة من البكاء و رهف تحتضنها بقوة وحتى رتاج وتقي تبكيان مازن يقف بجانب ابراهيم ويدعو لها بينما دلف زياد لغرفة العمليات بسرعة......
كان الجميع في حالة انهيار و ادم يقف في احدى الزوايا منظرها وهي مغطاة بدمائها لا يزال عالقا بعينيه.....قبض على يده المليئة بالدماء وانخفض ليسقط على الارض ودموعه بدأت تنساب.....رفع يده للسماء وهمس بخفوت : ياارب احميها يارب مليش غيرها بعدك انا مصدقتش لقيتها بعد اللي حصل يارب هي بقت كل حاجة فحياتي مش مستعد اخسرها...ياارب انت عارف انا بحبها قد ايه متحرمنيش منها هاخد بالي منها تاني ومش هزعلها خالص بس احميهالي.....نزلت دموعه بغزارة لكن لسانه لم يتوقف عن الدعاء لعلها ساعة استجابة......
مرت ساعتان كانت كالجخيم بالنسبة للجميع فتح الباب وخرج زياد فاقترب منه ادم والجميع بلهفة
ادم بلهفة : يارا بقت كوييه صح هي هتصحى
لم يتكلم زياد ونظر للاسفل فجذبه من ياقة قميصه وصرخ بغضب الدنيا : انت ساكت ليه انطق وقول انها كويسه
اقترب منه اسر ومازن وابعدوه عنه بصعوبة
مازن : اهدى يا ادم ارجوك.....ماتنطق يا زياد
تنهد زياد وقال بأسى :  للاسف الشديد مقدرناش ننقذ البيبي و حالة المدام مش مطمنة خالص الرصاصة اخترقت قلبها كله ومش قادرين لدلوقتي نطلعها وخسرت دم كتير كمان...
ادم يخفوت وترقب : يعني......ايه
زياد بحزن : هنعمل اللي نقدر عليه ادعولها يمكن تحصل معجزة ونقدر ننقذها...ودلف ثانية
سقط ابراهيم على الكرسي ودموعه تنزل ببطئ على وجهه فالفتاة التي لطالما اعتبرها كابنته تصارع الموت الان......سقطت حنان على الارض وقالت ببكاء : يارب بنتي امانة عندك يارب رجعهالي يارب بنتي بنتي....
وكذلك رهف استندت على الحائط ودموعها تشق وجنتيها مر شريط الذكريات امامها طفولية يارا ولعبها معها....وضعت يدها على اذنيها وصرخت بقوة هزت جدران المشفى : ياااااااااارااااااااااا
احتضنتها تقي فانهارت في البكاء وقالت بهستيريا : يارا ياتقي يارا محتاجاني جنبها بس مقدرتش اساعدها هي بتموت قدامي ومش قادرة اعمل حاجة.....يارب اختي يارب
اقتربت رتاج من مازن الذي بدأت دموعه تنساب هو الاخر احتضنته بقوة فبادلها الاحضان.
اما ادم فكان ينظر لهم وهو لا يستوعب ماقيل له منذ قليل كانت بجانبه والان هي تصارع الموت فقد ابنه وهو الان على وشك ان......
مرت ساعة اخرى ولم يتوقف لسان احد عن الدعاء لكن فجأة فتحت الغرفة الاطباء يدخلون ويخرجون بسرعة اصوات الاجهزة والممرصات يزداد الحالة مضطربة للغاية.....نهض ادم والجميع والفزع بادي على وجههم بدأ الصوت ينخفض تدريجيا واغلق باب الغرفة مجددا
مرت 4 ساعات اخرى واخيرا فتح الباب وخرج زياد وبجانبه دكتور اخر
وقف ادم امامه وقال بضعف : قول انه يارا كويسه ارجوك
ابراهيم بدموع : بنتي....بنتي فين
حنان بانهيار : انطق يا زياد يارا مالها
الدكتور الاخر بأسف : نحنا عملنا اللي نقدر عليه بس ديه حاجة ربنا ولازم نرضى بيها
نظر له الجميع بترقب كأن على رؤوسهم الطير واخيرا نطق زياد وياليته لم ينطق فبكلامه شق ظهور البعير
وصع زياد يده على كتف ادم واردف بدموع : مقدرناش ننفذها......البقاء لله
انتفض الجميع وسقطت رهف مغشيا عليها ورتاج وتقي في انهيار بينما صرخت حنان بحرقة وابرلهيم وصع يده على قلبه وبدأ يبكي بقهر.
بقي ادم ينظر له ثواني ثم دفع يده بعنف شديد تراجع للهلف وهو يتمتم : انت كءاب يارا محصلهاش حاجة هي وعدتني تفضل جنبي....
اقترب منه مازن وقبل ان يتكلم دفعه ادم ودلف لغرفة العمليات حاول الاطباء منعه لكن لم يستطع احد ايقافه...
فتح الباب بقوة ووقع نظره عليها نائمة على السرير كالملاك....نزلت دموعه واقترب منها مسح على وجنتها ثم قبل يدها برقة شديدة.......احتصننا من خصرها ودفن رأسه في عنقها وقال بشهقات بكاء : سبتيني ومشيتي طب بالاه عليكي مش هوحشك انتي كنتي تزعلي اوي لما اتأخر ودلوقتي مش هوحشك.....دفن رأسه في رقبتها اكثر وهو يتابع ببكاء حارق : سبتيني ومشيتي طب مين اللي هقعد معاه بعد كده مين اللي هحط دماغي على رجليه ويحضني واشكيله مين اللي هيطلع من جوايا ادم الحنين والرومانسي مين اللي هيضحكني من قلبي انتي كنتي بتقولي اني حلو وانا بضحك هضحك ازاي بعد ما رحتي هعيش بدونك ازاي.....متعمليش فيا كده يا يارا متروحيش وتسيبيني لوحدي انا والله بحبك.....بحبك اوي يا يارا....ياارب انا مش معترض على قدرك بس رحمتك ليا....ابتعد عنها وصرخ : فتحي عيونك وبصيلي طب انا عايزك تحضنيني معنتش ازعقلك ولا اتعصب عليكي  ولا اضربك و مش همنعك تطلعي من البيت وهسيبك تلبسي براحتك ومش هتسبب بدموعك تاني......
ابتعد عنها وصرخ بقهر : يارب انا مش قد العذاب ده رجعهالي وانا مش هضايقها تاني يارب انا تعبت اوي علشان احصل عليها ومش مستعد اخسرها.......احتضنها مجددا وهو يبكي بقوة.....كان ادم يتذكر كل شئ يخصها ضحكاتها تصرفاتها الطفولية شعرها الحريري وحماسها عندما يجلب لها هدية.......تذكر طيبتها و تدينها وايمانها القوي تذكر كم عانت بسببه تذكر عندما ضربها بقسوة وقال لها ان وجودها من عدمه لا يساوي له شيئا لو كان يعلم ان هذا ماسيحدث لم يكن ليفعل شيئا مما فعله.....تذكر كم كان يعشق استفزازها ليرى تذمرها الطفولي تذكر كيف كان يضع رأسه على بطنها ويكلم طفلهما تذكر كيف كانت تقفز على السرير عندما تسعد تذكر مخاوفها وكوابيسها تذكر كيف كانت تبكي بسببه وكلما يتذكر لحظاتها معه تزداد شهقاته الباكية لتخترق جدران المشفى وتمزق قلب كل من يستمع له بالخارج فيارا لم تكن زوجة له فحسب كانت نعم الابنة والاخت والمرأة الصالحة كانت تشغل قلوبهم جميعا لكنها الان رحلت للابد وتركت قلب عاشقها القاسي ممزق يبكي عليها بقهر لأول مىة بحياته....
دلف الاطباء وابعدزه عنها نظر لها لآخر مرة وهم يضعون الغطاء على وجهها ثم سقط على الارض ينظر لجسدها المغطى بشرود ودموعه تنساب بغزارة عقله وقلبه يرددان جملة وحيدة "اصبحت لا شئ بدونك".........
_________________________________

ملك للقاسي Where stories live. Discover now