27

2.1K 60 0
                                    

💓part 27💓

أغمضت عينيها متنفسة ببطئ شديد وبهدوء تام
هازان: لا تنفعلي يا روحي لا تفعلي هذا بنفسك،،يريد إغاظتك لا غير..لو كنت هناك لقلت أنك أعلنتها حربا سيد ياغيز ولكنني لن أفعل...
اتصلت هازان بدار الرعاية لتطمئن على جدتها و من ثم قضت يومها ذاك في العمل من هنا و هناك كي لا تفكر في تصرف ذاك المعتوه الحقير فقد عادت له صفاته الدنيئة تلك
هازان: أنت المعتوهة الوحيدة بالقصة يا ابنتي  لأنك تخليت عن كل شيئ فقط كي لا تدمري له حياته..يا هل تراه سأل عن حياتك؟لا لم يفعل بل كل انجازاته أنه نعتك بلعنته..
حل الليل وأنهك التعب هازان التي كانت تتفقد الغرف للمرة الأخيرة قبل أن تخلد للنوم..وإذا بها تشتم رائحة شيئ يحترق
هازان: الله الله..ما هذه الرائحة في فندق كهذا أترى الرائحة تأتي من الخارج؟..
لم تهتم ببادئ الأمر ولكنها ادركت أن الدخان ينبعث من إحدى الغرف..ما وجدت نفسها إلا وهي بداخل الغرفة وما إن دخلت حتى أُغلق الباب من خلفها..كانت شرارة النيران  تزداد شيئا فشيئا والدخان ينبعث من هنا وهناك  ليحجب رؤية الناظر..رمت هازان يدها لجيب مئزرها لتخرج هاتفها وإذا بها تتذكر  أنها تركته بالغرفة...أقدمت للإتصال بالإستعلامات وإذا بخيوط الهاتف الثابت قد التهمتها النيران..
هازان: أوووف يا أووف..مالذي علي فعله الآن..كيف لم ينتبه أحد على هذا يا ربي..
كانت في حيرة من أمرها إذ أن العودة لباب الغرفة كان بالأمر المستحيل لإنتشار النار بذلك الجانب.
هازان: ولكنني لم أكن بائسة لهاته الدرجة لأموت موتة كهاته يا ربي..
وعند قولها لكلماتها هاته سمعت أنين يأتي من حمام الغرفة..أسرعت الى هناك وإذا بالباب موصد
هازان: هل من أحد هناك؟؟هل انت تسمعني..
فتح الطفل صاحب العشر سنين الباب وملامح الخوف تخطف وجهه كله..لم يجد نغسه إلا وهو بحضن هازان ليبكي قائلا بلغة لم تفهمها هازان
الطفل: أنا آسف لم أكن أريد أن أشعل هاته النيران أنا آسف.
حضنته حينها هازان بقوة قائلة
هازان: أنا لا أفهم عليك يا صغير ولكن لا تقلق سأجد طريقة لأخرجك من هنا..لا تقلق اتفقنا...
تفاقم الدخان لغاية انهما لم يستطيعا التنفس..ضلت هازان حامية للصغير بحضنها له كي لا تجد النيران طريقا له.
------
كان يلعب بهاتفه بيده يفكر في تلك الغبية بنظره الحمقاء التي شغلت فكره طيلة ذلك اليوم حتى انه لم يستطع القيام بعمل واحد على الوجه الصحيح..ليدخل عليه كنان مرتعبا
كنان: يا ياغيز لقد حلت كارثة يا ياغيز فلتلحق
ياغيز: خيرا كنان مالذي حصل؟؟
كنان: لقد اندلع حريق بإحدى غرف فندق ازمير والأجمل من هذا كله أنها غرفة ابن السفير الروسي..ستحل كارثة على رأسنا إن حدث مكروه له..ستنقلب كل خطط عملنا..لقد جهزت الطائرة عليك مغادرة اسطنبول الآن وحالا..في حين اتمم أنا بعض الإجراءات هنا
------
فقدت وعيها ولم تستيقظ إلا وهي بالمشفى وذاك الطفل و بوجهه عبوة اكسجين ممسكا بها ينظر إليها بعينيه الزرقاوين البريئتين الممتنة من فعلتها اتجاهه كالذي يشكرها..
حاولت هازان تحريك يدها لتداعب شعره ولكنها أحست بألم طفيف يتخلل ذراعها وإذا بها حروق طفيفة..
دخل والد الطفل ليشكر هازان
السفير: لغتي التركية ليست جيدة بالقدر الذي يكفيني لشكرك لإنقاذك ابني لكن حقيقة شكرا..فقد ظهرت أنك شجاعة لم تتركي الطفل لوحده بل وحميته لغاية وصول من أسعفكم شكرا لك.
وخلال هذا الكلام دخل ياغيز مقدما التحية وإذا به يفاجأ لرؤيتها هناك أشاح برأسه ليقول بداخله
ياغيز: احفظ لي عقلي يا ربي من تحت كل مصيبة و مشكلة تخرج هي..
استدار ليبتسم بوجه السفير قائلا
ياغيز:حمدا لله على سلامة ابنك سيدي..نحن آسفون على هذا الخطأ ولكن لتكن متيقنا سأفعل ما بوسعي لأعلم السبب وراء ما حدث..نحن وضعنا سلامة ابنك في خطر لذا فلتعذرنا.
مسح السفير على كتف ياغيز قائلا
السفير: لا داعي لإعتذارك أبدا بل وعلي شكرك لإختيارك عمال كفئ لم تهب حتى من الموت بل ورمت بنفسها للتهلكة من أجل ابني انها شجاعة للغاية
ياغيز : لا تثق كثيرا بهذا الموضوع سيدي فقد تكون شجاعتها تلك ما هي إلا قناع لإخفاء جبنها الذي يقودها للهرب من أتفه الأمور..دمت سالما سيدي السفير فعلي الرحيل كما تعلم الأشغال كثيرة بإسطنبول و علي العودة الليلة..
كانت كلماته تلك موجهة إليها بالبند العريض..حاولت ان لا تهتم بأقواله حتى أنها كانت تنتظره ليسأل عن حالها قبل مغادرته ولكنها كانت كالظل أمامه..قبل الطفل الصغير متمنيا له السلامة وغادر المكان كما لم تكن..كما لو أنه ما عرفها أبدا وما قابلها في حياته مطلقا وهي مجرد خادمة وضيعة تشتغل بفندقه الفاخر ذاك..

Ana Asbht AshekanOnde histórias criam vida. Descubra agora