4~بِدَايَةْ جَدِيدَةْ

Start from the beginning
                                    

شعرت سكرتيرته بالغبطة لنظراته، ورسمت إبتسامةً واثقة فيما تتقدم نحوه متمايلةً بتغنج.

ظنت انها قد حصلت على مبتغاها الذي سعت من أجله منذ لحظة توظيفها، لكنها لم تُعيِي أنّ إبتسامته تلك لم تكن نابعة إلا عن سخرية وإستصغار!

- تفضل سيدي...هل تريد شيئاً آخر؟
همست بكلماتها همساً مثيراً، فإتسعت بسمته الساخرة أكثر دون أن ينبس ببنتِ شفة!

ظنت أنها إشارة منه للقيام بالخطوة التالية، فتقدمت نحوه وتحديداً حيث يقبع خلف مكتبه الكبير.

حيثُ وقفت خلف كرسيه سامحةً ليديها بالعبث في خصلات شعره البنية، من ثم أنزلتهما بنعومة على كتفية مدلكةً إياهما.

وسرعان ما دنت نحو أذنه بعد ثوانٍ، وهمست له من جديد:
- يبدو انك متعب...ما رأيك أن نلعب قليلاً لترفه عن نفسك؟ ستنسى تعبك صدقني.

إختفت إبتسامته تلك فجأة، لتُستبدل بتعابير مظلمة!

إنتابتها الحيرة من صمته الغريب هذا، ولكن ما لبث أن إستفاقت على سحبه ليدها بقوة حتى كادت تفترش الأرض أسفلها!

- إياكِ والتحدث معي بهذا الشكل أيتها العاهرة الوضيعة، أتفهمين هذا!
صرخ في وجهها بحدة، لتجفل من تحوله المخيف!

عادت بخطواتها للخلف والذعر يتملكها، حتى أنها كادت تتعثر بعد أن جزرها مجدداً بسيمائه المستنفرة.
- هذه الشركة مكانٌ مرموق ولن أسمح لأمثالك بإفتعال الفوضى داخلها، لذا أنتِ مطرودة!

وقعت تلك الكلمات على مسامعها كالصاعقة!
إرتعش جسدها بخوف وكذلك عيناها اللتان راحتا تذرفا الدموع أمامه.

لم تدرك سلفاً أنها قد عبثت مع الشخص الخاطئ!
فهي كانت موظفة جديدة على اي حال.

- سيدي أنا آسفة لم أقـ...

- غادري المكان وإلا طلبت رجال الأمن...أولم تقولي أنكِ تريدين اللعب؟! إذاً دعي اللعبة سهلة وسريعة وأخرجي قبل أن أفقد أعصابي!
رماها بكلماته القاسية دون أن تتخلى ملامحه جمودها وثباتها!

لم يكن بوسعها فعل أي شيء عدا انها قد طأطأت رأسها بخيبة وعيناها لم تكفا عن ذرف الدموع.

هو لن يشفق عليها لأنها أكثر النماذج التي يمقتها في هذا المجتمع البائس.

وما كادت تخرج حتى ألقى بجملةٍ على مسامعها كانت كالسُّم القاتل لشدتها!

سُقُوطْ الْأَقْنِعَةْ || The Fall Of MasksWhere stories live. Discover now