وصلوا العشيرة للمستشفى العسكري الحكومي شمال البصرة..

ودخلوا مصابينهم.. الأثنين الأولين كانت إصاباتهم طفيفة احتاجت مجرد ضمادات..
الثالث راح في غيبوبة عميقة.. رغم انه كان خالي من أي إصابات..
العشيرة تجمعوا حوله.. وهم يسألون هذا ولد من؟؟
لكن ماحد عرفه..

وأكتشفوا الخطأ الكبير اللي هم سووه..!!

أنهم خذوا لهم واحد من أهل بغداد بالخطأ...!!!

بلغوا إدارة المستشفى بخطأهم..
وإنه هذا المصاب جايبينه من بغداد بالخطأ..

المستشفى العسكري في البصرة من أسوأ مستشفيات البصرة
لايوجد أسوأ منه إلا مستشفى ابن غزوان للنساء والأطفال الموجود بمنطقة الرابع عشر من تموز.. 

المستشفى العسكري تأخروا في إبلاغ عن مصاب محضر من بغداد بدون أوراق ثبوتية..

وبعدها لهوا من كثر المرضى والداخل والخارج.. وهم يأجلون التبليغ كل يوم.. لكنهم مانسوا التبليغ.. فقط كانت الفكرة مؤجلة لحد مايتفرغون من ضغط مشاعلهم..
بعد أسبوع ونص بدأ عبدالله يستعيد وعيه..
حاول يتكلم بس ماقدر.. لأن أنبوب الإطعام مع ادخاله لفمه واخراجه جرح البلعوم عنده 
فكان بلعومه مجروح بشدة وصوته مايطلع..

عبدالله كان شايف بنفسه.. أنه الممرضين والممرضات مايقدرون يحكون رووسهم من الانشغال وكثرة المرضى..
فماحب يشغل حد بمشكلته

وخصوصا أنه ماكان عارف الوضع أشلون..؟؟ أو أيش اللي جابه هنا؟؟ أو كم صار له هنا؟؟

فقرر أنه يكون حذر.. وأنه يصبر لحد مايقدر يطلع.. أو صوته يطلع ويتصل في فاضل ..

بعد كم يوم استعاد نشاطه.. وكان قادر أنه يمشي.. وبنيته القوية ساعدته على استعادة عافيته بسرعة..

كتب للممرضة على ورقة انه يبي يطلع ويشوف حد ممكن يوصله لبغداد.. 
سألته: أنته عارف أهلك وين؟؟.. 

كتب: نعم.. بس عطوني ملابس..

الممرضة جابت له ملابسه اللي كانت عليه لما وصل..
بس قالت له بتحذير: لا تطلع هسه...
وماقالت له السبب..

عبدالله التعيس الحظ ما اهتم من تحذيرها
لأنه ماكان عارف الأخبار عن الاضطراب الهائل اللي كان يموج في البصرة وقتها

كان الوقت الأسبوع الأخير من شهر مارس/ آذار 2008

حملة نوري المالكي المسماة (صولة الفرسان) ضد ميليشيات جيش المهدي..

وكان فيه حظر تجول عام في كل المدينة..

بس عبدالله قاده حظه العاثر للاصتدام مع قوات الأمن اللي استغربت خرقه لحظر التجول..
دفعوه على الارض وحاولوا تثبيته.. فتعارك عبدالله معهم.. اللي كان عاجز عن إخراج صوته بشكل واضح..

بعد الغيابOnde as histórias ganham vida. Descobre agora