مها وفاطمة متأثرتان جدا بما حدث لمنيرة.. زاراها كل يوم خلال الايام الماضية.. حاولا دفعها للكلام.. لكن دون فائدة
منيرة كانت تحاول أن تتكلم.. لكن الكلمات كانت تموت على طرف لسانها..

نورة مازالت معتصمة بصمتها الاختياري حزنا على غياب عبدالعزيز الذي لم تعلم بسلامته بعد..

بعد صلاة العشاء
جواهر جالسة في صالة الاستقبال الرئيسية في بيتها تنتظر وصول عبدالعزيز اللي على وشك الوصول..
أعصابها متوترة.. وقلبها ينزف حزن وألم مر..
اختفاء عبدالله خرب عليها فرحتها برجوع عبدالعزيز..

كانت حابة تستقبل عبدالعزيز بروحها.. بدون عيالها
عشان تفرغ شوي من انفعالها معه.. قبل تناديهم..

بعد دقايق كان عبدالعزيز يدخل
بعد أن وصله راشد اللي فرح كثير لرجعته واستقبله في المطار هو وعدد من أصحابهم المشتركين
وصله لبيت جواهر وراح.. وقلبه يغتاله شعور رقيق
لوجود المخلوقة الرقيقة اللي سبت قلبه قريب منه..

جواهر نطت واقفة.. وهي تتبادل مع توأم روحها نظرات صامتة.. عميقة.. مشبعة بالتأثر..
كالعادة: ماكانوا بحاجة للكلام عشان كل واحد منهم يعرف اللي في قلب الثاني وعقله..

جواهر رمت نفسها على صدر عبدالعزيز اللي حضنها بعنف.. وهو يقول بحزن وألم: سامحيني ياقلبي... سامحيني...
عبدالله جاء ينقذني وأنا ضيعته..

جواهر حطت يدها على فم عبدالعزيز وهي تقول بتأثر: لا تقول كذا فديتك.. أنت عارف أن هذا قدر مكتوب..
وأنا متأكدة أنه ما مثل الله سبحانه أكرمني بشوفتك وأنت داخل مع هذا الباب.. أنه بيكرمني بشوفة عبدالله داخل مع نفس الباب إن شاء الله..

عبدالعزيز بإيمان: إن شاء الله إن شاء الله.. اللهم أني أسألك فرجك عاجلا غير آجل..

جواهر بذات الإيمان: اللهم آمين
وعقب كملت بصوت مرهق: بأروح أنادي لك عبدالعزيز ونوف يسلمون عليك 
وعلى فكرة هم مايدورون عن شيء لاعن اللي صار لك ولا عن اختفاء أبوهم.. أبي لين أهيء لهم الخبر..

عبدالعزيز بتعب: مافيه داعي تنادينهم أنا بأطلع لهم.. وعقب بأنام.. ميت من التعب.. 
سالم أصبحت نفسيته في الحضيض مع انتهاء اليوم الثالث لحالة البكم اللي صابت منيرة..

كل يوم كان يأمل نفسه أنه اليوم بيسمع صوتها..

(يعني انحرمت شوفتها.. والحين حتى صوتها انحرم منه!!)

سارة كانت قاعدة تتفرج على التلفزيون في الصالة..

سالم قاعد على السرير

ومنيرة كانت متمددة على الكنبة تبي تنام..

سالم ناداها بصوت خافت: منيرة 

منيرة نطت وجات عنده

سالم بحنان: منيرة أشرايس تروحين لبيت أبوس؟؟ أنتي ماشفتي من وراي إلا المصايب..

بعد الغيابWhere stories live. Discover now