٦٩

16.1K 196 17
                                    

سعود بتساءل: خير إن شاء الله...

دانة رجعت شوي ورا وهي تتسند على رأس السرير بنصف تمدد وتقول بحنان: تعال سعود حط أذنك هنا..
وأشرت على بطنها..

سعود اللي مابعد استوعب تمام، لكنه حس..
قرب منها بالراحة وحط أذنه على بطنها وهو يقول وقلبه بدأ يرقع: وش فيه حبيبتي؟؟

دانة باستغراب مصطنع عذب: ما سمعت حد يقول بابا؟؟

سعود حس أنه عاجز عن مجرد التنفس من شدة الانفعال والفرحة المحلقة .. 
حس كأن كل الأكسجين اللي في العالم أخترق مسامات جسده لأبعد مدى من اتساع السعادة التي شعر بها..

(دانة حامل.. ولدي أنا ينمو في أحشائها.. ثمرة حبي لها) 

سعود ماعرف وش يسوي.. 
أو أيش يقول.. 
أو كيف يعبر عن فرحته..
كانت فرحته أكبر من تعبير..

شال دانة اللي تفاجأت بخفة.. وصار يدور بها في الغرفة وهو يصرخ بفرح مجنون: بأصير أب.. بأصير أب..

ودانة تصرخ بخوف: سعود تكفى نزلني.. نزلني.. يمه... خلاص.. حرام عليك..

بس هو ظل يدور بها لحد ماحس انه ممكن يتماسك ويتكلم

فنزلها بالراحة على السرير عشان يحضنها بقوة بعنف بحنان، بحب لا نهائي
ويقول لها: أنا أحبش... واحبش.. وأحبش.. 
ولاخر يوم في عمري أحبش.. الله لا يحرمني منش ولا من عيالنا..
ومن الحين أقول لش.. ياويلهم عيالش لو سووا مثل عيال ذا الأيام وقالوا (بابا) 
بأقطع العقال على ظهورهم
خلهم يصطلبون ويقولون يبه.. وإلا أبو سعيد.. عادي تمشي الحال..

دانة تطالعه بحب كبير وتطبع قبلة رقيقة على خده
وعقب تترك يدها ترتاح على خده وهي تقول: حرام عليك من الحين بتشتغل لهم شغل تخويف.. 

سعود بحنان وهو يشيل يدها من خده ويطبع في باطنها قبلة عميقة جدا: فديتهم.. هم بس خلهم يجون.. وانتي لا تتدخلين بيننا..

دانة برقة: خلاص طلعت من بينكم..
عبدالله صحى بدري شوي.. عشان عنده كم شغلة لازم يسويها... 
قبل موعد ملكة ماجد الساعة 10 ونص.. 
وقبل موعد طيارته اللي راح تكون الساعة 4 العصر..

كان يتحرك في الغرفة بشويش عشان مايصحي جواهر.. بس جواهر صحت.. وقعدت على حيلها..
وكانت تراقب عبدالله.. اللي كان قدامه أوراق يرتبها ويفرزها

كانت دموع جواهر الصامتة تنساب على خدها..
وهي تراقب عبدالله بحب مؤلم.. وألم محب..
بتفتقده.. 
ماتقدر تقول غير إنها بتفتقده بوجع حاد منغرز في صدرها وروحها ووجدانها.. 
وستفتقد كل شيء فيه..كل شيء

حركته.. كلامه.. حضوره..صمته.. حتى مجرد أنفاسه وهو نايم جنبها.. 

عبدالله رفع عينه شاف جواهر جالسة.. اجتاحته مشاعر فياضة.. عميقة..رائعة ومؤلمة
وخيط متصل بين نظراتهم يتصل بإحكام.. 
والصمت يستحكم بينهم..
لأن مشاعرهم أصبحت أكبر وأعمق وأنضج من كل كلام وتعبير.. 

بعد الغيابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن