الأخير|حياةٌ أُخرى.

1.6K 160 122
                                    

-
تراقصَت ستائِر الغُرفةِ بقوّةٍ بعدما إنطلقَت النوافِذ مُصطدُمةً بالحائِط جراء الرِياح المُصاحِبة للأمطار الغزيرة بالخارِج،ريثما الخيولِ قد بدأت الصهيلِ مِن داخِل منازلهُم الخشبيّة الصغيرة.

باتَت الأمور أكثَر سوءً،هارى يبكى ذُعرًا بجوار جوارديا المُدثَّر أسفلها بدِماء طِفلها،ريثما الطبيب يعمَل على مدّها بالأُكسچين عن طريق ضخّ ذلِك الأنبوب الدائرى المطاطىّ بين يديهِ،مُعالِجًا نزيفُها الذى بدأ يقِل تدريجيًّا.

"كفى بُكاءً،لقد قمتُ بتخديرها فحسب.."طمأنهُ الطبيب بلُطفٍ ليرفَع عينيهِ الباكِيتين لهُ،مِمَّ جعلهُ يُناولهُ المضخّةُ مُضييفًا:

"إضغَط عليها كىّ يصِلها الأكسُچين.."

كفكَف ماء أنفهِ بأكمامهِ الطويلة سريعًا ليلتقِط المضَخّةِ مِن بين يديهِ،ضاغِطًا عليها بسُرعة جراء توتُّرهِ.

"واللعنة ستقتُلها!"صاح بهِ الطبيب غضبًا ثُم أردَف بتنهيدةٍ:"إضغَط بسُرعةٍ مُعتدِلة.."

أومأ بتماثُلٍ لأمرهِ،قبلَ أن بضغَط برويّةٍ مُطالِعًا وجهُها المُستكينةِ ملامحهِ،ريثما يزدرِد لُعابهِ كُل هُنيهةٍ خوفًا مِمَّ قد يُخبرهُ بهِ الطبيب.

إبتعدَ الطبيب بتنهيدةٍ بعدما أوقَف النزيف بصعوبةٍ،مِمَّ جعلَ هارى يتوقَّف عن ضخّ الأُكسچين مُطالِعًا وجههِ بتقاسيمٍ مُتسائِلةٍ بقلقٍ.

"هى بخيرٍ،والجنين بخيرٍ أيضًا.."سكبَ الطُمئنينةِ فوق قلبَ هارى بحديثهِ،وبتِلك الإبتسامةِ اللطيفة التى رسمها فوق ثغرهِ فورما ختمَ حديثهُ.

إلتفتَ هارى لها مِن جديدٍ ليُقبِّل باطِن كفّها القابِع بين خاصّتهِ مِرارًا ثُم رأسها،ذارِفًا دموع الفرحِ برويّةٍ جعلَ مِن الطبيب يرحَل كىّ يُبعِد الدِماء عن كفّيهِ.

أرسى جبينهُ فوق خاصّتهِا مُتحسِّسًا خُصلاتُها برويّةٍ،قبلَ أن يُنزِل كفّهِ ليُحاوِط بهِ وجنتُها و يُمرِّر أناملهُ فوقها،مِطلِقًا تنهيدةٍ نمَّت عن راحتهِ.

"شُكرًا لوفائُكِ بوعدُكِ بحمايتهِ،وعدم تركى.."همسَ بلُطفٍ لتماسُكها حتّى آخِر ثانِية،ثُم قبَّل شفتيها قُبلةٌ طويلة عبَّرَت عن مكنون صدرهِ.

جُبِلَ قلب روز ذُعرًا لتستيقِظ مِن غفوتها القصيرة التى إستغرقت عِشرون دقيقةٍ مُلتفِتةً حولها بلهثاتٍ خافِتة،قبلَ أن تُرسى كفّها فوق صدرها عِندما شعرَت بإنقباضهِ.

هى لا تشعِر بذلِك إلّا لسببٍ واحِد.

"زين.."همسَت بقلقٍ مُطالِعةً الساعةِ التى قد دقَّت الحادِية عشَر،مِمَّ جعلها تستقِم مِن مقبعُها لتبدأ بالبحثِ عنهُ بأرجاء القصر.

صِراع القُلوب » هاري ستايلزWhere stories live. Discover now