السادِس عشَر|خِطّةٌ واهِية.

1.1K 143 54
                                    

-
"زين،ما تقولهُ لا يمُتُّ للصحّةِ بصِلة،إهدأ..لا تتخِذ قراراتٌ كتِلك بوقتِ غضبِك.."صرَّح هارى بإهتمامٍ جاعِلًا مِن زين يُدحرِج عينيهِ بكللٍ،غير آبِهًا لحديثهُ البتّة،حتّى أنّهُ ذهبَ لغُرفتهِ و بدأ بجمعِ أشياءٍ سيكون بحاجتِها.

"إنصِت،الأمر ليسَ بذلِك اليُسر،أعنى..سكارز مِن أكبَر رِجال المملكة،إن فررتُم سيعلَم موقِعكُم و يُحضِركُم بهُنيهة،ولا أعلَم صِدقًا ما يُمكِن أن يفعلهُ بِك إن وجدَك صِدقًا.."إسترسَل هارى مُمسِكًا بيدهُ التى تلتقِط الأمتِعة،لينظُر لهُ زين و يُضيف:

"يجِب عليكَ التفكير ملِيًّا قبل القيام بخُطوةٌ بكتِلك،أفكّرت أين سترحلون؟،أين ستمكثون مثلاً؟،أو حتّى هل ستستطيع توفير لها ما تُريد بحُكم إختلال نِظام معيشتها و إندراجِها لطبقة العامّة؟،أُراهِن أنّكَ لَم تفعَل،الأمر يحتاج لخُطّة مُحكَمة.."

تنهَّد زين بقِلّة حيلة مُعيدًا ما إلتقطهُ عِندما أقنعهُ حديث هارى،ليُربِّت هارى على ظهرهِ قائِلًا:
"لا أُخبِرُكَ أننى أُعارِضُك،أو أننى حتّى ضِدُّك،حتّى أننى لو كنتُ بمحلُّك لفكّرتُ بأخذِها و الهرَب كما تقول،لكِن قبلًا سأضع إحتمالاتى،سأُعِدّ كُل ما هو مطلوبٌ كىّ لا ننكشِف.."

"أعلَم.."تمتَم زين بإقتناعٍ تام بحديث هارى،ثُم ألقى نظرةٌ على روز الغافِية بحُزنٍ،قبلَ أن يتجِه لها و يتخِذ مجلِسًا بجانِبها،مُستبدِلاً الوسادةِ بجسدهِ.

"سأرحَل أنا.."همسَ هارى مُبتسِمًا ليبتسِم لهُ زين بإمتنانٍ،قبلَ أن يصنَع خُطاهُ للخارِج،يطمئِن على الأوضاع.

"أين السيّد تشريڤِن؟"سأل هارى أحد الخدَم المار مِن جانبهِ،مِمَّ جعلهُ يُجيب قائِلًا:

"لقد أتى لهُ الطبيب و عالجهُ،ثُم أخذهُ سائِق العربة و أعادهُ للمنزِل كىّ لا يتسبَّب بالمزيد مِن المشاكِل.."

"وهل علِمَ السيّد أو السيّدة سكارز بالأمر؟"

"لا،السيّد سكارز بالخارِج و السيّدة مارلين لا تهتمّ لشيئٍ كالعادة.."أجابهُ مِن جديدٍ ليتنفَّس هارى الصعداء،ثُم يشكرهُ مُتجِهًا للغُرفة خاصّتهِ.

دلفَ بخُطىً رويّة ليخلَع قميصهُ و يُلقيه بعيدًا،ثُم يُلقى بذاتهِ على الفِراش بإهمالٍ مُتأوِّهًا بإنزعاجٍ لتِلك الأيّام السخيفة المُتتالِية.

كُل يومٍ يزداد القصرِ غرابةً بعينيهِ،وتُصبِح الأمور أكثَر سوءًا فينجرِف حيثُ دائِرة المجهول.

منذِ أن وطأَت قدمهِ ذلِك القصر وهو يخرُج مِن مُشكُلة ليندرِج لأُخرى،والمؤسِف أنّها لا تخُصّهُ،لكِنّهُ يشعُر بالمسئوليّة.

صِراع القُلوب » هاري ستايلزWhere stories live. Discover now