الخامِس عشَر|قِلّة حيلة.

1K 146 110
                                    

-
لهيبٌ توهَّج داخِل روح زين يحرِقها لتغدو رمادًا،جاعِلةً مِنهُ لا يكترِث لشيئٍ و لا لأحد،ففورما أنهَت جوارديا حديثُها إندفعَ جِهة الباب ليبدأ يدفعهِ بكتفهِ بقوّةٍ مُحاوِلًا كسرهِ،حتّى إنكسرَ بعد الضربةِ الثانِية.

دلفَ بجسدٍ يرتجِف غضبًا،وإزداد غضبهِ عِندما وجدَ جسدَ تشريڤِن يقبَع فوق خاصّة روز يُقبِّل جسدُها ذو الملابِس المُمزَّقة،ريثما هى تُحاوِل دفعهُ بقواها الخائِرة،وصُراخِها لا يُحرِّك إنشًا مِن شفقتهِ تجاهِها.

مدَّ يدهُ مُلتقِطًا تشريڤِن مِن ملابسهُ ليُبعدهُ بقوّةٍ دافِعًا إيّاه على الأرض،قبل أن يجلِس فوق معدتهِ ويبدأ بلكمهِ بقوّةٍ،حتّى بدأ بالصُراخِ غضبًا كالوحش.

أتعلَم شعور العجز؟،عِندما تشعُر أنَّك تودُّ إخفاء مَن تُحِب عن العالَم حتّى لا يمِسّهُ ضرٌّ أو يُطالِعهُ أحد،لكِن الأمر مُستحيل واقِعيًا.

شعورٌ قاتِل،ينهَش داخِلُك إنشاً خلف آخر.

دلفَت جوارديا سريعًا تِباعًا لزين لتُعانِق روز التى ترتجِف خوفًا و ألمًا بِاكِيةً لتُدثِّر صدرها العارى،ريثما هارى دلفَ برفقتُها كىّ يُحاوِل إبعاد زين عن تشريڤِن الذى على وشك فُقدان وعيهُ.

"توقَّف زين!،سيموت!"صاح هارى بإنفعالٍ خوفًا عليهِ ريثما يجذبهُ للخلف كىّ يتراجع،لكِن ذلِك لَم يُجدِ نفعًا،فهو لازال مُتشبِّثًا بتشريڤِن يلكمهُ و كأنّهُ يُفرِغ ما بداخلهِ على وجههِ.

"إتركهُ زين،أرجوك.."صاحَت جوارديا باكِيةً خوفًا أن يفعلوا شيئًا بزين لأجل تشريڤِن،مِمَّ جعلهُ يُطلِق صراحهُ عِندما فقدَ وعيهِ بعد ثوانٍ،وأصبَحت ملامح وجههُ شِبه مخفيّة.

إستقام مُفلِتًا ذراع هارى مِن حولهِ،ثُم إلتقطَ جسدَ روز مِن بين يدىّ جوارديا ضامًّا إيّاه لصدرهِ كىّ يُخفى مفاتنُها،وترجَّل صانِعًا طريقهُ جِهة غُرفتهِ،غير آبِهًا لنظرات الخدم المصدومة.

أرسَت روز رأسها فوق صدرهِ مُحاوِطةً عنُقهِ بوهنٍ جراء المُقاومة،فتشريڤِن كان على وشكَ أن ينتهِك جسدُها الذى لَم يمِسّهُ سوى زين،حاولَ أن يحصُل عل ما هو ليسَ مِلكًا لهُ.

وطِبقًا لقوانين العِشق الأربعون،فمَن تُحِب هو أكثَر البشرِ أمانًا و دِفئًا،أكثرهُم مكانةً بقلبِك.

شعرَت هى بذلِك الأمان الذى غادرَ جسدها منذُ دقائِقٍ ماضِية،غير واعِيةً حتّى إلى أين سيأخُذها،لكِن جُل ما تِدرِكهُ أنّها بين ذراعيهِ،مأمنها و ملجأها،ولَن يستطيع أحد أذيّتُها طالما هو يحميها.

صِراع القُلوب » هاري ستايلزWhere stories live. Discover now