التاسِع و العِشرون|ضِد الحياه.

824 135 22
                                    

-
بفؤادٍ خاوٍ مِن الطُمئنينة قد ركضَ هارى جِهة غُرفتهِ بخُطىً سريعة،ريثما يستمِع لنبضات قلبهِ المُضطرِبة فحسب،غدا و كأنّهُ أصمٌ عن العالمِ حولهِ دونًا عن قلبهِ.

لَم يلبَث حتّى إندفعَ لداخِل الغُرفةِ مُطالِعًا جسد جوارديا المُستلقى فوق فِراشهِ بسكينةٍ و الطبيب بجانبُها يُنهى فحصهُ،مِمَّ جعلهُ يتخِذ مجلسًا بجوارها مِن الجِهة الأُخرى.

"ماذا حدثَ لها؟"تسائَل بقلقٍ مُلتقِطًا كفّها بين خاصّتهِ ريثما يُراقِب وجهُها الخامِد،قبلَ أن ينظُر للطبيب مُزدرِدًا لُعابهِ بتوتُّرٍ مِن إجابتهِ.

تنهَّد الطبيب مُلملِمًا أشياءهُ ثُم تمتَم:
"متى سيرحمنى الربّ مِن تِلك المِهنة.."

"ماذا؟"تسائَل هارى بعدمِ فهمٍ ليُدحرِج الطبيب مُقلتيهِ بذات اللحظة التى دلفَ بِها شون للغُرفةِ،فهو قد إكتفى مِن قصر سكارز و آلِهِ جميعًا،أكثَر مِن عشرة سنواتٍ وهو يُآنِسهُم و يحضُر بين الهُنيهةِ و الأُخرى لفحصهُم.

"هى حامِل.."أجابهُ الطبيب مُصرِّحًا ثُم إلتقطَ حقيبتهُ ثُم عدَّل هندامهِ مُضييفًا:"إهتم بِها و لا تدعها تقوم بأعمالٍ شاقّة،على الأقلّ حتّى تُتمِّم حملُها بشكلٍ سليم.."

ترجَّل الطبيب خِتامًا لحديثهُ،هارى أصبَح أبكَم لثوانٍ ريثما ينظُر لشون الذى يُطالِعهُ بتساؤلٍ قلِق،خائِفًا مِن ألّا يتقبَّل هارى الأمر.

"ماذا حدث؟"لفتَت جوارديا أنظارهُما إليها بسؤالها،مِمَّ جعلَ شون ينسحِب مِن الغُرفةِ كىّ يترُك هارى يستوعِب الأمر و يُخبرها بهوادة.

إلتفتَ إليها بتروٍّ،ثُم ربَّت على كفُّها هامِسًا:
"لا شيئ،أنتِ على ما يُرام.."

"لِمَ تبدو مُستاءً؟"تسائلَت بوهنٍ مُشدِدةً بكفّها فوق خاصّتهِ ليعود و يلتفِت إليها،قبلَ أن ينفى برأسهُ ثُم يرسِم إبتسامةٍ لطيفة فوق ثغرهِ.

"أنا لستُ كذلِك،يحوينى مزيجٌ بين الصدمةِ و السعادة.."أجابها ثُم غلغَل كفّهِ الحُر بين خُصلاتُها طابِعًا قُبلةٌ فوق جبينها،مِمَّ جعلها تبتسِم بإطمئنانٍ رُغم أنها لا تعِ ما حلّ بِها،فقَط مُجرَّد رؤيتهُ بخيرٍ كافٍ لها.

"جوارديا.."همسَ بلينٍ لتُهمهِم لهُ بخفوتٍ،مِمَّ جعلهُ يُضيف بقولهِ:"ألَم تُخبرينى قبلًا أنكِ تتمنّين لو غدوتِ أُمًّا لنُطفةٍ مِنّى حبيبتى؟"

"أ-أجل.."همسَت بحاجبين معقودين ونبرةٍ مُشوّشة ليُشجِّعها بنظراتهِ كىّ تعلَم وحدها،حتّى أنزلَ كفّهُ ليضعهُ فوق معدتُها ريثما لازال يُناظِر عينيها،جاعِلًا مِنها تستوعِب الأمر مُتسائلةً:

صِراع القُلوب » هاري ستايلزWhere stories live. Discover now