| الـفـصـل الـخـامـس و الـعـشـرون |

593 45 14
                                    

" صغيرتي أنتِ بخير ، أليس كذلك ؟ " سألها ( مالك ) و هو يضع يده على كتفها برفق ، هي فقط واقفة مكانها مطأطئة رأسها إلى الأسفل ..

" لا أظن أنني كذلك ( مالك ) لا أظن أنني بخير ، ( مالك ) أنا أتحطم كل يوم ، أنا أفتقدها حد الجحيم .. في بعض الأحيان أظن أن ( ملاك ) هي سبب موت أمي ، أجل .. هي السبب ، لولا ولادتها لما كانت ماتت أمي و تركتني في سن صغير ،

في السن التي كنت في أمس الحاجه إليها ، رغم ذلك لا أستطيع كرهها فهي الضوء الذي ينير حياتي " قالت و قد بدأت في ذرف الدموع واحدة تلو الأخرى و صوت شهقاتها هو الشيء الوحيد المسموع حتى خارت قواها و وقعت على الارض جالسة على ركبتيها ..

" صغيرتي كيف لكي التفكير بهذه الطريقة ، ( ملاك ) ليس لها أي ذنب ! والدتك كانت تعاني مرضًا خطيرًا لذا قولي حمدًا لله أن ( ملاك ) لم تمت أو تأخذ المرض من والدتك ،

والدتك صارعت المرض كثيرًا لتبقى فقط بجانبكِ .. لكي لا تتركك لمواجهة الحياة التي هي كالذئاب تلتهم من هم أضعف من خوضها بمفرده ،

لماذا لا تضعين نفسكِ بدلًا من ( ملاك ) ، ( ملاك ) التي لم ترى والدتها سوى بالصور ! أليست مضلومة أيضًا ؟ " قال بحنان و هو يمسك بها من كتفيها و هي فقط مازالت تضع رأسها أرضًا ..

رفع رأسها بسبابته بخفة لتقابله وجهًا لوجه ..

" البكاء لا يليق بخضراوتيكِ صغيرتي ، تلك الأمطار الغزيرة التي تهطل على تلك الغابة التي بعينكِ و تغرقها ، تغرق قلبي معها ، صغيرتي قلبي يتمزق كلما بكيتِ و لو لِـثانية " قال بحزن و عيناه مثبته على عيناها

أخذ يدها اليمنى و وضعها على صدره ، عند قلبه بالتحديد ،

" أتشعرين بنبضه ؟ هو ينبض من أجلك فقط صغيرتي .. و أتعلمين ماذا أيضًا ؟ هو يتألم .. هو يتألم لبكائكِ ، كل دمعة تسقط من غابتيكِ تسقط عليه مثل السيف الذي يقطعه إربا " قال بحزن عيناه بدأت تلمع و قد امتألت بالدموع أيضًا

" احتضني ( مالك ) " قالت بخفوت .. و هو قد أخذها في حضنه بالفعل و أخذ يربت على رأسها بخفة

" أنا أعتذر ( مالك ) ، أنا أعتذر لجعل قلبك يتألم بسببي .. أنا أعتذر لجعل عيناك تذرفان الدموع بسببي .. أنا أعتذر عن كل مرة أزعجتك فيها بمشاكلي .. أنا أعتذر لأنني لازلت على قيد الحياة من الأساس " قالت و هي تدفن وجهها في كتفه

" هل جُننتي ( آيلا ) ! كيف تتفوهين بهذه التفاهات ! كيف تُخرجين هذا الكلام من فمك من الأساس ؟! .. ( آيلا ) أقسم إن حدث لكِ شيء أنني لن أتردد و لو للحظة لقتل نفسي بعدك ! لن أتحمل يومًا واحدًا بدون رؤية عيناكِ أو ابتسامتكِ ! ابتسامتكِ التي تُنير لي الطريق .. صغيرتي أنتِ لا تعلمين ما الذي فعلتيه بي "

قال و قد بدأ بالمسح على وجنتيها و قد جفف دموعها التي بللت وجهها بالكامل ، أخذ يقترب منها و هي فقط ساكنه مكانها لا تتحرك .. طبع قبلة رقيقة على جبينها و احتضنها مجددًا

" شكرًا لوجودك بجانبي ( مالك ) لولاك لما كنت مازلت على قيد الحياة من الأساس " قلت و قد علت ابتسامة صغيرة محيا شفتي

" هكذا صغيرتي ، فقط ابتسمي .. فالملائكة ليس لهم البكاء أبدًا " قال أيضًا بابتسامة صغيرة

" أنذهب الآن ؟ " سأل و قد أمسك بيدي و جعلني أقف مجددًا

" أجل هيا بنا " قلت بابتسامة

" أغمضي عينيكِ فهناك مفاجأة بانتظارك " قال بنبرة مرحة ، أمسكت يده و أغمضت عيني و أنا متشوقة لمعرفة أين سوف يأخذني ( مالك ) تلك المرة ..

 آنْزِيلَّا || Annzella Where stories live. Discover now