| الـفـصـل الـسادس |

1K 78 35
                                    

بعد إنتهائي من تبديل ملابسي إلى شيء ثقيل بسبب جو ديسمبر القارص .. نزلت إلى الأسفل لأجد أبي قد انتهى من إعداد الغداء ،

" ممم ، رائحة الطعام شهية للغاية أبي " قلت و أنا أجلس في مكاني على طاولة الغداء ،

" طبعًا بُنيتي أليس أنا من حضره " قال و هو يتظاهر بتعديل ياقة قميصه الوهمية بمزاح

" إلهي أبي حسنًا " قلت و أنا أضحك بخفة وسط تناولي للطعام

" صوت ضحكتكِ كأنغام السعادة لي ،، إضحكي هكذا دائمًا ( آن ) أُحب سماع صوت ضَحِكَكِ "

و من غيره ، كان صوت ( مالك ) و هو يهمس بأُذني بخفة ، شعرت بقشعريرة سرت بأكمل جسدي عند ملامسة شيء دافئ لأُذني ثم اختفائة في ذات الثانية

توقفت فجأة عن تناول الطعام في دهشة ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة

" ماذا حدث عزيزتي ؟ لما توقفتي عن تناول طعامك فجأة هكذا و تبتسمين للحائط ببلاهة ؟ " قال أبي بدهشة و هو يحاول كتم  ضحكته

" ها ؟ أوه لم أشعر أني أبتسم للحائط ، أوه و أجل لقد شبعت " قلت بابتسامة

" لكن بنيتي لم تاكلي سوى نصف صحنك ؟ "
قال بحنان

" أجل ، لكنني شبعت حقا ،، سلمت يداك أبي كان شهيًا جدًا " قلت و قبلت جبينه ،، ثم أردفت ..
" سأذهب لأُراجع دروسي قليلًا ،، أُريد الخروج قليلًا في المساء "

" حسنًا عزيزتي .. ليكن الله في عونك " قال بلطف و حنان

صعدتُ للغرفة كانت الساعة الآن في تمام الواحدة بعد الظهر .. ذهبتُ إلى السرير و أنا أتفقد حقيبة ظهري الخاصة بالثانوية ،، أخرجتُ كتاب الأحياء و قمت بالمذاكرة به قليلًا ، أجبتُ بعض الأسئلة الملحقة .. نظرتُ للساعة كانت لا تزال تشير إلى أنها الثالثة و نصف لذا ذاكرتُ الكيمياء أيضًا ثم باقي المواد ..

لا أعلم لما كل من في صفي يستهزئون بي لأني دائما ما كنتُ ناجحة في دراستي ،، لطالما كنت الفتاة المجتهدة الأولى على صفها .. لقد حصلتُ على عدة شهادات تقدير ،، رغم كل ذلك فأنا مكروهة من الجميع ، لم أجد أحدًا في يوم أتى و قال لي مرحبّا حتى ،، أو مثلًا على الأقل ابتسم في وجهي ، بل كل ما أتلقاه هو الكُرْه ثم الكُرْه ثم كُرْه .. أنا لم أقم بأذية أحدهم البتة رغم ذلك إنهم يكرهونني و بدون سبب يذكر ..

بقيت مدة أُذاكر دروسي و أسترجعها و لا أعرف إلى متى بقيت و أنا في غرفتي و مغلقة بابها ..

نظرت إلى الساعة التي فوق المكتب إذ بي أرى أن الساعة تشير على أنها السابعة و اتنين و ثلاثين دقيقة
أكُل هذا الوقت و أنا أُذاكر فقط ؟!

نزلت إلى الأسفل فوجدت أن أبي يشاهد التلفاز هو و ( ملاك ) الصغيرة جالسة معه أيضا ..

" مرحبًا أبي ، لقد انهيت كل فروضي ،، هل بإمكاني الذهاب خارجًا ؟ " قلت

" أجل ، بالطبع ابنتي " قال

" شكرًا أبي ، لكن استأذنك في طلب بعد النقود " قلت بخجل نوعًا ما

" بالطبع عزيزتي كم تريدين ؟ " قال بحنان

" فقط خمسة و عشرون دولارًا " قلت

" تفضلي " قال بعدما ذهب و أحضر لي النقود من محفظته .. أنا أُفكر في العمل ، ليس على أبي أن يحمل مصاريفي كلها و أنا فقط عبئ عليه ،، لأني كبرت الآن و فهمت كل شيء ،، عليّ مساعدة أبي في مصروفات المنزل ..

" عفوًا عزيزتي لا عليك .. فقط لا تتأخري ، اتفقنا ؟ " قال بلطف

" حسنًا أبي لا تقلق " قلت ثم خرجت من المنزل متوجهة أولًا إلى المتجر ،، دخلت نفس المتجر الذي ذهبت إليه مسبقًا .. فيه العديد من الأقسام ..

ذهبت إلى قسم الرسم ، و أحضرت دفتر رسم و قلم رصاص و ألوان خشبية و بعض الأدوات الأخرى .

" مساء الخير آنستي ،، الثمن خمسة و عشرون دولارًا " قال الفتى الذي عند قسم المحاسبة ثم أعطاني المشتريات ..

" شكرا جزيلًا " أجبت بابتسامة ثم خرجت ..

مشيت في الطرقات قليلًا حتى وصلت إلى وجهتي ،،
نسمات الرياح ، أصوات ارتطام الأمواج ، القمر الذي ينير في ظلمة السماء و النجوم التي تلمع في الأرجاء كالألماس .. أجل هو البحر .. لقد ذهبت للبحر لتصفية ذهني و بالي المشغول ..

" ( مالك ) .. هل أنتَ هنا ؟ " أجل هذه المرة أنا التي أريده بجواري

" بالطبع ( آن ) أنا هنا دائمًا بجانبك ، ماذا تريدين يا صغيرة ؟ هل كل شيء بخير .. " قال بتعجب و استفهام قليلا ..

" أجل  كلٌ على ما يرام ،، أنا فقط ... " قلت و نظرت للسماء بشرود ..

" أنت فقط ماذا .. " قال بحنان

" أنا فقط أحتاجك هنا بجانبي .. ( مالك ) أنت الوحيد الذي يفهمني ،، الوحيد الذي أشعر أنه يتقبلني ،، أعلم أنني لست بجميلة بما يكفي ،، لكنني إنسانة.. أنا لم أفعل لهم أي شيء سيء في حياتي .. لما هم فقط ينبذونني بهذه الطريقه !! لما ينفرون مني ! هل سوف تتركني مثلهم يا (مالك) ؟ هل سوف تنفر مني كما فعلوا و تركوني ،، كما كرهوني ؟ " قلت و أنا أعي كل كلمة أقولها ..

" لم و لن أتركك أبدًا ( آن ) .. أنا هنا ، سأكون بجوارك مدى الحياة صغيرتي ،، مهما تخلى عنك الآخرون ،، سأظل هنا بجانبك .. ثم  أنكِ أنت أجمل فتاة رأتها عيني يومًا ،، لا تلقي بالًا لأي شخص يقول غير ذلك اتفقنا يا صغيرة " قال و شعرت بيد دافئة تمسح على وجنتيّ بخفة .. يد دافئة أشعرتني بالطمأنينة و الثقة ..

" اتفقنا "قلت بابتسامة..
ثم اردفت ..

" (مالك) أنا أريد ..... "

 آنْزِيلَّا || Annzella Where stories live. Discover now