| الفـصـل الـسـادس عـشـر |

771 65 60
                                    

المكان شديد الظُلمة .. الظُلمة هنا حالكة ،، فقط ضوء القمر .. يبدو و كأنني في غابة ما أو ما شابه .. نظرت حولي لعلي ربما أجد أحدًا ما هنا لكنني عِوَضًا عن ذلك وجدت عينين بلون العسل أمامي تمامًا ..

كانتا تنظران إليْ ،، إلى عَيْنَيَّ تحديدًا ..
وجه هذا الشخص كان مخفيًا بالكامل في هذه الظُلمة الحالكة .. من يرى هذه العيون يقول أنهما عيون فقط بلا وجه !!

كانت تغطي تلك العيون رموش كثيفة جدًا جدًا بحق !!
كانت تلك العينان و كأنهما يُضيئان من شدة لمعانهما .. لونهما كما العسل الخالص لمعانهما كان كما توهج الشمس في أشد حالات بزوغها ..

.....

استيقظت بعد نوم دام ساعة و نصف .. نظرت إلى الساعة المُعلقة على الحائط أمامي و كانت تشير على أنها السادسة و الربع حاليًا ..

ياله من حلم عجيب بحق ! أنا في أشد حالات الدهشة !! و الأهم من هذا و ذاك ،، لمن تكون هذه الأعين البرّاقة ؟ من يكون صاحبهما ؟! بالي مشوش بكل معنى الكلمة ! ..

خطرت في بالي فكرة .. لما لا أرسمهما ؟! لقد حفظت شَكْلَيهِمَا ،، حفظت أدق تفاصيلهما .. هما مثبتتان في عقلي ،، لا أستطيع إخراجهما من تفكيري في الوقت الراهن ،، إن جمالهما أخَّاذ بحق ..

أخرجت كراس الرسم و الأقلام الرَصَاص و الملونة التي ابتعتها مساء الأمس ..

شرعت في رسمهما بدقة و عناية شديدتان ،، حرصت كل الحرص على أن تكون نسخة مطابقة للتي رأيتهما في حلمي ..

انتهيت في ما لا يقل عن الساعتين و النصف .. قد أصبحت الساعة التاسعة إلا الربع ،، بعد إنتهائي نظرت إليها نظرة رضا فهي مطابقة تمامًا ..
كتبت أسفل الصورة ( عِـيـُونُ الْـعَـسَـلِ )

" صغيرتي بارعة للغاية " كان صوت ( مالك ) من خلفي الذي سمعته تو انتهائي ،، إقشعر جسدي قليلًا أثر ملامسة يده الدافئة رقبتي و هو يقوم بتعديل خصلات شعري ثم وضعه على جانب واحد من عنقي ..

" لمن هذه الأعين ( آن ) " سأل ( مالك ) و يبدو أنه يتفحصهما جيدًا ..

" لأكون صادقة معك فأنا حقا لا أعلم لمن هذه الأعين ،، فقط حَلمُت بها اليوم أثناء نومي ،، لكن شدة جمال تلك الأعين جذبتني لأرسمهما " قلت بابتسامه و أنا أفكر في تلك العيون مجددًا ..

" هكذا إذن " قال مقهقهًا بخفة ..

" أجل ،، هو كذلك " قلت بضحكة خفيفة

" آه يا صغيرتي لو تعلمين ما الذي تفعله تلك الضحكة الملائكة في ذاتي " سمعت ( مالك ) يقول شيئًا بهمس لكنني لم أستطع تحديد كلماته جيدًا ..

" عفوًا ؟ ما الذي قلته .. آسفة لكن لم أستطع سماعك " قلت قاضبة حاجبي باستفهام ..

" لا شيء ،، لا تلقي بالًا  للأمر .. إذن هل سوف تذهبين مع ( توماس ) " قال

" آه يا الهي لقد نسيت ! أجل سوف أخرج معه الليلة .. لا لحظة لم أُنجز فروضي بعد !! يالهي لا وقت لدي اليوم ،، سوف أبعث له رسالة أعتذر فيها " قلت بسرعة

" لا يهم هيا فقط إذهبي لارتداء ثيابك .. آه آجل بالإضافة إلى ذلك يستحسن أن ترتدي ملابس ثقيلة ؛ فالجو خارجًا شديد البرودة " قال ( مالك ) بغير مبالاه ..

" لكن ... " لم أكمل فقد قاطعني قائلًا 

" لا لكن هيا فقط هيا " قال و رأيت الخزانة تفتح من تلقاء نفسها و ثيابي تطير ،، ما هذا بحق ؟!

" ما الذي تفعله ( مالك ) " قلت و قد أطلقت ضحكة صغيرة من بين شفتي 

" أنتقي لكِ ثيابك ماذا في رأيك يا تُرى " قال ساخرًا .. وجدته وضع سترة قطنية ثقيلة يكسوها اللون الأبيض المائل للزهري ، بنطال أسود ضَيِّقْ ، حذاء رياضي بلون مطابق للون السترة القطنية و حقيبة صغيرة سوداء مثل الحذاء الرياضي ..

" أوه .. هذا جميل " قلت بابتسامة كست محيا وجهي ..

" أجل أجل أعلم ،، هيا الآن بدلي ثيابك تلك بسرعة .. سوف يكون ( توماس ) هنا في خلال الخمس دقائق " قال و هو يقوم بدفعي بخفة تجاه دورة المياه لأبدل ثيابي .. أدخلني و أغلق الباب ..

" هيا اسرعي " قال ( مالك ) من الخارج

" حسنًا حسنًا ، توِّي بدأت " قلت بتذمر

" حسنًا " قال ضاحكًا ..

 آنْزِيلَّا || Annzella Where stories live. Discover now