" ما بالك ( توماس ) .. ما الذي شردت به " سألته حينما رأيت نظرة غريبة علي وجهه فجأة و هو ينظر إلى السماء بشرود ..
" هاه ! لا ،، لا شيء .. أهناك شيء ما ؟ " قال بارتباك خفيف
" لا ،، لا شيء أبدًا فقط رأيت تغير ملامح وجهك بشكل مفاجئ " قلت
" لا .. لا شيء أبدًا " قال و ابتسم ابتسامة صغيرة ..
" حسنًا " قلت
أخذنا نسير قليلًا على رمال الشاطيء في صمت إلى أن قطع هذا الصمت ( توماس ) بقوله ..
" إذَن ،، حدثيني عنك و عن حياتك قليلًا "
" حياتي ليست بتلك الأهمية " قلت
" هيا فقط أخبريني و لو قليلًا " قال مُصِرًا على طلبه .. يبدو و كأنه لا مفر منه
" حسنًا إذا كنت مُصِرًا ،، أنا ( آنزيلا إدواردو ) من أصول أسبانية أمريكية ،، أمي أسبانية الأصل و أبي أمريكي الأصل .. يمكنك القول أنني قد ورثت كل شيء عن أمي من ناحية المظهر فقد ورثت عنها لون الشعر و العيون و لون بشرتي البيضاء ،، أنا في السابعة عشر من عمري و سأكمل الثامنة عشر في الثالث من مايو ،، توفت أمي و هي تلد أختي ( ملاك ) حينما كنت في الثالثة من عمري فقط .. لذا أعيش مع أبي و أختي الصغيرة ( ملاك ) أنتَ تعرفها و هي تبلغ الرابعة عشر من العمر ،، فقط هذا كل شيء "
قلت له نبذة بسيطة عني و بالطبع لم أذكر له بشأن ( مالك ) ،، بالطبع كان سوف يظن أنني مختلة أو ما شابه
" آه .. آسف على فراقك لوالدتك " قال بأسف
" لا ،، لا تتأسف .. ليس خطأك على كل حال ،، الآن أخبرني عنك أنتَ " قلت بابتسامة لتلطيف الجو قليلًا
" أنا ( توماس راول ) أبلغ التاسعة عشر من العمر ،، أعيش مع أبي و أمي في ( كندا ) لكن جئت لقضاء هذة السنة هنا مع خالتي ( مارجريت ) و الدراسة أيضًا .. ليس لدي أيَّةُ إخوة فقط أنا وحيد والداي " قال و هو يلوح و يؤشر أثناء حديثه .. لطيف
" أوه " هذا فقط كل ما خرج من فمي
سِرنا قليلًا ثم قررنا الجلوس لبعض الوقت على رمال البحر الباردة لتأمل النجوم ،، السماء صافية اليوم و النجوم ظاهرة و تبدو جميلة بشدة
رفعت رأسي لأعلى أتأمل جمال القمر و جاذبيته لكنه رغم شدة جماله تلك إلَّا أنه لا يظهر إلَّا في أوقات الليل و الظلام فقط .. يظهر ليكون الشيء الجيد في تلك السماء حالكة الظلمة .. يظهر لينير مكانه و يبدد الظلام من حوله ..
" بالنسبة إليْ فقمري أمام عَيْنَيَّ في الليل و النهار .. صغيرتي " أحسست بـ( مالك ) يهمس بهذه الكلمات البسيطة التي رسمت ابتسامة صغيرة على شفتي
" لماذا تبتسمين لنفسك كالبهاء هكذا " سأل ( توماس ) مقهقهًا بخفة و قد جعلني أنظر له قائلة
" لا شيء البتة " قلت باسمة
" حقا ؟ " سأل مؤكدًا
" أجل حقًا ،، لا تشغل بالك ،، فقط تذكرت شيئًا جميلًا " قلت بابتسامة مرة أُخرى
" شيئًا جميلًا .. هاه " كان ( مالك ) يهمس بقهقهة خفيفة في أُذني و قد عدل خصلات شعري .. أحسست بشفتيه الطريتين على عنقي ،، قام بطبع قبلة رقيقة مما جعل أكمل جسدي يقشعر و يبدو بأن ( توماس ) قد لاحظ
" أأنتِ بخير ؟ " سأل قاضبًا حاجبيه
" أجل .. فقط شعرت بالبرد قليلًا " قلت بشرود
" أنعود ؟ " سأل
" أجل ،، فقد أخبرت أبي بأنني لن أتأخر " قلت و قد نظرت إليه هذه المرة .. هو جميل جدًا .. شعر بني شديد النعومة ،، عيون كالبندق ،، طويل البنية ذو جسد ممشوق
" حسنًا ،، هيا إذن " قال و هو يقف من مكانه
وقف كلاهما و قد توجها بالسير إلي منزليهما
• • • • •
كان هناك .. هو قد سمعها ،، هو سوف يريها كيف لها بأن تتغزل بشاب حتى ولو كان فقط بفكرها .. و لكن ماذا عساه أن يفعل ،، كيف له و أن يؤذي صغيرته و ملاكه !
YOU ARE READING
آنْزِيلَّا || Annzella
Fantasy" هل أنتِ مستعدة ؟ " " لماذا ؟ " " لعالم لن يكون فيه إلا أنا و أنتِ " " و إن لم أكن ؟ " " لا يوجد وقت كافٍ ،، إما أنا و إما الموت وحيدةً على طريق لا تأتي فيه السيارات إلا نادرًا " " أُفضل الموت وحيدة .. " " ستجدين الأمل هناك ،، الأمل الذي فقدتيه في...