الفصل الخامس والتسعون - الأخير- الجزء الرابع والأخير

Start from the beginning
                                    

ردت عليها عواطف مبتسمة:

-كله يهون يا بنتي عشانكم

استدارت أسيف برأسها نحوها لتقول بابتسامة باهتة:

-ربنا يخليكي لينا

آمالت عواطف رأسها للأمام قليلاً لتحدق عاليًا في الشرفات العلوية، ثم أخرجت تنهيدة مطولة من صدرها وهي تتابع برجاء:

-إن شاء الله تكون ليلة هنا على العرسان، أنا وضبتلهم الأكل و...

قاطعها منذر بجدية:

-اطمني يا ست عواطف، مافيش حاجة ناقصة عندهم

ربتت على كتفه قائلة بامتنان:

-ربنا يسعدهم ويسعدك!

-يارب

قالها وهو يدير المحرك لينطلق بالسيارة في اتجاه البناية التي تقطن بها عمة زوجته، ظل ملازمًا للصمت لم ينبس بكلمة رغم محاولة الجميع اجترار الحديث معه، تفهمت أسيف سبب صمته المزعج، وتعهدت لنفسها ألا تجعل الجفاء يستمر طويلاً، هي تعشقه ولن تقبل مُطلقًا بتلك المعاملة الجافة منه، فحيل النساء لا تنضب أبدًا، وحتمًا ستجد وسيلة لإذابة الجمود المؤقت بينهما.

..........................................

-أخيرًا

قالها دياب بتنهيدة تحمل الكثير وهو يوصد الباب خلفه ليتمكن من الاختلاء بزوجته التي أذاقته الكثير كي يصل لهذه اللحظة، راقبها وهي تلج للداخل متأملة المكان من حولها بنظرات شمولية، اعتلى ثغره ابتسامة عابثة لم يبذل مجهودًا في إخفائها، أدارت بسمة رأسها في اتجاهه قائلة بأنين وهي تجاهد لنزع حذائها عن قدميها:

-رجلي ورمت من الجزمة، يا ساتر يارب

رد قائلاً بابتسامة متسعة:

-معلش، اليوم كان طويل، احنا نصلي ركعتين كده عشان ربنا يبعد عنا الشيطان ونتوكل على الله في اللي جاي!

وافقته الرأي، فالأمر مستحب كل من هم مقبلين على الزواج لكي يرزقهم الله المودة والرحمة ويجنبهم الشيطان، استعد الاثنان لأداء الركعتين، وما إن فرغا منها حتى فرك دياب كفي يده معًا هاتفًا بحماس:

-ايه يا عروسة؟!

طالعته بنظرات قلقة، هي تعلم نواياه نحوها خاصة أنها الليلة المنشودة، شعرت بجفاف كبير في حلقها، بدقات قلبها تتصارع داخلها، تهدجت أنفاسها نوعًا ما وهي تحذره برجاء غريب:

-بأقولك ايه، بلاش البصات دي

اتسعت ابتسامته حتى برزت نواجذه، وردت عليها بتسلية:

-يعني مش أمتع عيني بالجمال؟

تعمدت الظهور بمظهر خشن أمامه، فصاحت بنبرة متصلبة:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now