الفصل الثالث والسبعون - الجزء الثاني

48.3K 2.1K 130
                                    


الفصل الثالث والسبعون (الجزء الثاني):

رتب له لقاءً مدبرًا مع مأمور المخفر في منزل العمدة ليتمكن من الحديث معه بأريحية دون أي رسميات ليعرف ملابسات حرق منزلها، بات كل ما يخصها شاغله حتى وإن كان تافهًا من وجهة نظر أحدهم، بدا الحوار بينهما حذرًا مرتبًا، لكنه استشف منه الكثير، أهمها أن الحادث مدبر ويقف وراءه مجهول ما رغم أنه لا توجد استفادة صريحة من تدميره.

تحولت شكوكه نحوه هو تحديدًا -القريب ذو القلب المتحجر- بات شبه متأكد من كونه المتسبب به، وبحكم خبرته من كم المعارك التي اشتبك بها، رجح كفة الانتقام ورد الاعتبار عن طريق إشعاله، لكنه لم يصفح عما بداخله ريثما تصبح ظنونه حقيقة.

صافحه المأمور قائلاً بود:

-فرصة سعيدة إني شوفتك أستاذ منذر

رد عليه بثبات جاد:

-الشرف ليا يا باشا!

أضــاف المأمور قائلاً بهدوء:

-أتمنى اللقاء ده يتكرر تاني

رد عليه مبتسمًا:

-أكيد، لو جيت البلد لازم أشوف حضرتك!

بادله نفس الابتسامة مرددًا باختصار:

-باذن الله!

التفت ناحية مضيفه الشيخ الوقور هاتفًا:

- ماشي يا عمدة، متشكر على كرمك معايا

رد العمدة قائلاً بترحاب:

-نورتنا يا سيادة المأمور!

أضاف المأمور قائلاً:

-أشوفك على خير يا حاج إسماعيل!

عقد الأخير ما بين حاجبيه مرددًا:

-ما لسه بدري يا باشا

لوح بيده مبررًا:

-يدوبك، انت عارف المركز والمشاكل اللي بتحصل بين الأهالي على حاجات ماتذكرش!

رد عليه متفهمًا:

-الله يكون في العون

ثم اصطحبه إلى الخارج شاكرًا إياه مجددًا على زيارته الأليفة، ترقب منذر عودته ليفاتحه من جديد في ذلك الأمر الذي طرحه عليه قبل وقت سابق،

سأله بجدية:

-ها يا حاج إسماعيل عملت ايه في اللي قولتلك عليه؟

سحب الأخير نفسًا مطولاً ثم لفظه دفعة واحدة قبل أن يجيبه بامتعاض:

-المشكلة إن الأرض اتباعت للحاج فتحي وهو ...

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن