الفصل الخامس والخمسون

48.8K 2K 232
                                    


الفصل الخامس والخمسون:

شُكل طوقًا أمنيًا في المنطقة الشعبية، ووقف الضابط المسئول في المنتصف واضعًا كفيه على منتصف خصره متفقدًا مسرح الجريمة بنظرات مختلفة عن الجميع.

رفع بصره للأعلى فاحصًا واجهات المحال التجارية المختلفة خاصة تلك التي تضع كاميرات خاصة بالمراقبة، دار برأسه شيء ما، ولكن عليه القيام به بصورة قانونية ليضمن سلامة التحريات.

قام أخرون بالاستماع إلى أقوال شهود العيان وتدوينها في محاضر رسمية.

واتفق الأغلب على أن الحادث مدبر، ولم يكن صدفة. فالسيارة كانت متربصة بالضحية قاصدة الاصطدام بها.

وبالطبع لم تتوقف التوصيات من المعارف وذوي القرابة بعائلة حرب من رجــال الشرطة للضباط المسئولين على ضرورة متابعة الحادث باهتمام أكبر وكذلك بمعرفة الجاني لوجود رابط وثيق يربط تلك العائلة بالضحية.

...............................

اضطر الجزار أن يخفض صوت الموسيقى الصاخب كي لا يثير الشبهات حوله بعد انتشــــار رجال الأمن بالمنطقة، وولج إلى الداخل مدعيًا انشغاله بمتابعة أعمال الجزارة.

توتر نوعًا ما وهو يحدث نفسه بخوف:

-هو ايه اللي دخل البوليس في الليلة دي؟ ماهي حادثة زي أي حادثة!

أفاق من شروده المشحون على صوت العامل الصادح بتساؤل حائر:

-ها يا معلم قولت ايه؟

رد عليه بتذمر عابس:

-في ايه مالك خاوت دماغي كده ليه؟

أجابه باستغراب قليل:

-بأقولك يا معلم الزبونة مش عاوزة الحتة آآ...

صاح به الجزار مقاطعًا بغلظة وهو يلوح بذراعه أمام وجهه:

-اتصرف معاها، أنا مش فايقلك دلوقتي

حك مؤخرة عنقه بضيق وهو يرد:

-ماشي يا معلم.. اللي تشوفه!

ضرب الجزار بكفيه على سطح مكتبه متابعًا حديث نفسه المتوجس:

-على الله يكون البهايم دول اتصرفوا صح بدل ما يلطوني معاهم

....................................

أصـــــر على نقلها إلى مشفى أخـــر خاص – ذو إمكانيات طبية عالية – ليضمن توفير الرعاية المتكاملة لها بعد أن تحسر في نفسه على وضعها الحرج.

ربما أدرك دياب متأخرًا أهميتها الغالية عنده، وفقدانها لسوء الرعاية الصحية لن يتحمله.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن