الفصل السادس والسبعون

50.6K 2.2K 323
                                    


الفصل السادس والسبعون:

أوشكت الأجواء الاحتفالية بالسرادق على الانتهاء بعد تلقي العروسين مجاملات مادية من كبار رجال البلدة الريفية كنوع من التعبير عن فرحتهم بتلك الزيجة الطيبة، وبالطبع لم يستطع أي من العروسين الاعتراض على التقاليد السائدة والمتبعة بينهم.

مد منذر يده أمام العروس فأخفضت نظراتها نحوه متسائلة بعدم فهم:

-في حاجة؟

ابتسم لها وهو يجيبها بهدوء:

-مش المفروض نقوم!

تحرجت كثيرًا من رده رغم كونه طبيعيًا، إلا أنها باتت تخجل من أبسط الأمور معه، وبأنامل مرتجفة مدت يدها نحوه ليمسك بها برفق، ثم نهض واقفًا بهدوء تبعته هي راسمة على محياها ابتسامة مهذبة، تأبطت في ذراعه، وحدقت أمامها رامشة بعينيها لعدة مرات قبل أن تسير إلى الخارج، تعالت من حولهما أصوات الزغاريد المصحوبة بدقات الطبول والمزامير.

هتف الحاج إسماعيل بنبرة عالية:

-ما لسه بدري، ده احنا ناويين على عشا و....

قاطعه طه قائلاً بجدية:

-يدوم العز يا رب، بس احنا ورانا طريق سفر طويل

أصر على بقائهم مرددًا:

-ما تخليكوا بايتين هنا و...

أشار بيده موضحًا:

-يا ريت كان ينفع، بس الجماعة كلهم وراهم مصلحة متعطلة أديلها كام يوم، وإنت عارف ده بيقف علينا بخسارة!

هز الحاج إسماعيل رأسه متفهمًا وهو يرد:

-ربنا ييسرلكم الأمور!

مد يده لمصافحة طه قبل أن يتحرك في اتجاه منذر مضيفًا بترحاب:

-شرفتنا يا أستاذ منذر، ومش هانوصيك على عروستنا بقى

لم يكن بحاجة إلى مثل تلك العبارات المؤكدة لأنه بالفعل حريص على أقل شيء يخصها، فالتفت نحو وجهها، وأطال النظر نحو قسماته المتوردة مبتسمًا وهو يقول:

-انت بتوصيني على حتة غالية مني!

زاد احمرار وجنتيها من غزله المتواري أمام أقربائها، فنكست رأسها بحياء ظاهر، بينما ربت الحاج إسماعيل على ذراعه قائلاً بهدوء:

-ربنا يحميك لشبابك ويكتر من أمثالك

تابع منذر مرددًا بامتنان وهو يشير بيده:

-تسلم، أنا مش عارف أشكركم على الواجب اللي عملتوه معانا و...

قاطعه قائلاً بعتاب لطيف:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن