الفصل السابع والسبعون - الجزء الأول

48.9K 2K 157
                                    


الفصل السابع والسبعون (الجزء الأول):

تصلب في مكانه محاوطًا إياها بذراعيه لبرهة غير مصدق أنها اعترفت له توًا بحبها له، سيل رهيب من المشاعر المتأججة تدفق في عروقه ليزيد من تمسكه بها، كبح بصعوبة مهلكة تلك الرغبة التي سيطرت عليه لأخذها معه، وباستياء كبير تنازل عن ذلك المطلب الجامح حتى يحين الموعد، تحسس ظهرها برفق، وتنهد بحرارة كبيرة محتفظًا بالصمت الذي بدا مناسبًا في ذلك الموقف الأسر.

شعرت بما يختلج صدره من أحاسيس متنوعة، أهمها خفقان قلبه المتواصل الذي أكد لها حبه الشغوف بها، ابتسمت بارتياح مطمئن، حان الوقت لتترك العنان لفؤادها ليحلق في سماء الحب متحررًا وبلا قيود، أرخى منذر ساعديه عنها لتبتعد برأسها عن صدره محدقة فيها بأعينها المتوهجة بوميض الحب، رمقها بنظرة متيمة مليئة بالكثير قبل أن يحرك شفتيه ناطقًا:

-ربنا يقدرني وأسعدك!

حرك ذراعيه برفق ليلامس كتفيها ثم وضع قبضتيه عليهما ليخفضهما حتى أمسك بكفيها، رفعهما إلى فمه، وانحنى برأسه عليهما ليقبلهما قبلة طويلة متعمقة بث فيها أشواقه، ارتجفت أوصالها من فعلته تلك، مشاعر غريبة انتابتها أحدثت فيها ارتباكًا محببًا إليها، أسبل عيناه نحوها متابعًا بصوت العشاق الهامس:

-بأحبك يا بنت رياض!

اصطبغ وجهها بحمرة عظيمة جعلتها تستشعر تلك السخونة المتدفقة من وجنتيها، ابتسم أكثر لتأثرها بكلماته، وأضاف بنبرة جادة نوعًا ما:

-ودلوقتي لازم تاخدي مهرك!

قطبت جبينها مدهوشة من جملته الغامضة تلك، ورددت متسائلة بنبرة مرتابة:

-مهري؟ بس أنا مطلبتش حاجة و...

قاطعها قائلاً بإصرار وهو يعتدل في وقفته:

-ده حقك الشرعي

أرخى قبضتيه عن يديها ليدس يده في جيب سترته مخرجًا منه مظروفًا صغيرًا مغلفًا، تعقدت تعبيرات وجهها باستغراب حينما ناولها إياه، وبحيرة واضحة عليها قامت بفتحه لتقرأ ما فيه بتأنٍ، انفرجت شفتاها للأسفل معلنة عن دهشة عظيمة، كما ارتفع حاجباها للأعلى في صدمة بيّنة، حدقت فيه متسائلة بعدم تصديق:

-ده ايه ده؟

أجابها بهدوء واثق وقد تقوس فمه للجانب لتبرز ابتسامة مغترة عليه:

-ده حقك يا أسيف!

زاد بريق عيناها وهي تسأله:

-انت.. ازاي عملت كده؟

أجابها بثبات:

-طبيعي أردلك اللي ضاع منك

تلعثمت الحروف في جوفها، وخرجت الكلمات من بين شفتيها بارتعاش وهي ترد

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن