الفصل السادس

62.2K 2.4K 219
                                    


الفصل السادس :

ازدرد صاحب محل الجزارة ريقــــه بتوجس شديد بعد أن وقف ديــــاب في مواجهته متحدياً إياه تحدياً سافراً. فقد تجرأ الأخير بحماقة جلية على إحدى النساء ، وهذا يعد جرماً في نطاق منطقتهم الشعبية .

ظلت نظرات الجزار مرتبكة للغاية وهو يحاول سبر أغوار عقل خصمه القوي. هو يعلم جيداً أن مواجهة ضارية كتلك مع أشهر رجال المنطقة لن تكون في صالحه مطلقاً ، بل ربما تودي بحياته أو على أقل تقدير تدمر محله ، لك بادر بتلطيف الأجواء وتلمس الأعذار عله ينجو ببدنه من بطشه ، لذلك أرخى قبضته الحاملة للساطور للأسفل ، وهتف صائحاً بحدة :

-يا سي دياب هي اللي قلت أدبها عليا وعلى حريمنا !

تجمدت نظرات دياب الشرسة عليه ، ولم يعقب ، فتابع الجزار مضيفاً بإنفعال :

-وأنا وحياة الغالي يحيى كافي خيري شري عنها ، فده يرضيك يا سيد الناس ؟

اغتاظت بسمة من إدعائه الباطل عليها ، فتحركت للجانب لترمقه بنظرات نارية ، وصرخت فيه بإهتياج ملوحة بذراعها في الهواء :

-ليه إن شاء الله ؟ ماشية أخانق دبان وشي ، ولا انت ومراتك اللي بتتعرضولي في الراحة والجاية ؟!!!!

التفت ديـــاب برأسه التفاتة خاطفة نحو بسمة ، ورمقها بنظرات جادة للغاية ، بدا وجهها مألوفاً بالنسبة إليه ، لكنه لم يستطع تخمين هويتها تحديداً أو أين رأها من قبل ، ثم عاود النظر في اتجاه الجزار ليهتف بصلابة :

-لو هي غلطت حريمك ياخدوا حقهم منها ، لكن تيجي انت تعمل دكر على حُرمة ، لأ عندك ، أقفلك أنا فيها !

ابتلع الجزار ريقه بخوف ، كما تجمعت حبات العرق الباردة أعلى جبينه ، وارتجف جسده قليلاً من إثر تهديده الصريح.

بينما احتدت نظرات بسمة ، واصطبغ وجهها بحمرة غاضبة وهي تصيح بصراخ :

-وهو أنا عدمت صحتي عشان أجيب اللي ياخدلي حقي ، ده أنا أده وأد عشرة زيه !

انزعج ديــــاب من استهانتها بقواه وشخصيته المهيمنة ، فهدر بغلظة آمراً إياها :

-اسكتي شوية !

ردت عليه بعصبية وهي تشير بإصبعها :

-لأ مش هاسكت ومش هالم لساني ، بقى واحد زي ده يهددني ويرفع عليا الساطور !

ثم سلطت أنظارها على الجزار ورمقته بكراهية صارخة بتهديد خطير :

-وربنا ماسيباك وهاعملك محضر في القسم ! ده إن ماقلعتش كمان جزمتي ونسلتها على دماغك !

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن