الفصل الثالث والخمسون

47.7K 2K 385
                                    


الفصل الثالث والخمسون:

احتدم الجــــدال وصار على أشده مع أفراد عائلته بمنزلهم. لم يتقبل ما عرضه ذلك الدنيء بسهولة، بل رفض حتى عقله تصديق أنه تجرأ بوقاحة متناهية لطلبها للزواج.

تعجب طــــه من ثورته الغير مبررة قائلًا بحدة:

-مش كده يا منذر، فكر بالعقل شوية!

لوح بذراعه في الهواء صائحًا بتعصب كبير:

-هو في عقل ينفع مع الـ...... ده! احنا بنعمله قيمة وهو مايسواش حتى صرمة قديمة مرمية في خرابة!

استطرد ديـــاب حديثه معلقًا باستغراب:

-الغريبة بقى هو إزاي عرف عنها وهو مبقالوش كام يوم خارج من السجن؟

أجابه طــه قائلًا بنبرة هادئة:

-هو في حاجة في الحتة دي بتستخبى، كله على عينك يا تاجر!

أتت جليلة على إثر صوت نقاشهم المرتفع متساءلة باهتمام:

-ايه يا ولاد؟ مال صوتكوا عالي كده ليه؟ والعيال بالعافية لما نيمتهم!

استدار منـــذر ناحية أبيه هاتفًا بصرامة متصلبة:

-مش هايحصل إنه يتجوزها، حتى لو كانت فيها روحه

رد عليه ديـــاب محاولًا تهدئة ثورته:

-أكيد ليها حل!

تساءلت جليلة بتعجب وهي محدقة في وجـــه ابنها بنظرات مزعوجة:

-مالك يا منذر؟ في ايه يا ضنايا؟

التوى ثغر طـــه للجانب مرددًا بامتعاض:

-شوفي ابنك وحاولي تعقليه شوية يا جليلة!

تجاهل منــــذر حديثهما هاتفًا بعناد أكبر وهو يفرك وجهه بحنق:

-ماهو من الأخر كده مش هاسمح للحيوان ده إنه يتجوزها!

زادت حيرتها من انفعالاته الهائجة، فتساءلت بتوتر:

-مين يتجوز مين؟ ماتفهموني ؟

أضـــاف دياب قائلًا بفضــول أكبر:

-وانت ايه اللي مضايقك كده؟

أراد طـــه أن يطرق الحديد وهو ساخن ليصل إلى مبتغاه، فتصرفات ابنه الثائرة – خاصة في هذا الموضوع – ليس لها إلا تفسيرًا واحدًا. لذلك هتف قائلًا بمكر محاولًا كشف أمره وسبر أغوار عقله:

-قول إنك حاطط عينك عليها بدل اللف والدوران ده كله!

تصلبت تعابير وجــــه منذر عقب تصريح والده الذي حاصره في خانة "اليَّك".

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن