الفصل الثاني والأربعون -الجزء الأول

47.5K 2.1K 569
                                    

الفصل الثاني والأربعون ( الجزء الأول ) :

بدت منزعجة من تجاوز ابنها للأعراف والتقاليد المتبعة في منطقتهم الشعبية ، وتصرفه بعقلانية قليلة مع قريبة عواطف.

ربما هي تتعاطف معها لكنها لن تسمح بحدوث شيء غير لائق.

أغلقت الباب بعد انصراف الجميع ، وســارت تفكر مليًا فيما رأته عيناها.

استمرت في حك ذقنها وهي تحدث نفسها بضجر :

-مايصحش أسكت عن اللي شوفته ده ، حتى لو نيته يساعدها !

هزت جليلة رأسها بإيماءة واضحة وهي تضيف مستنكرة :

-بردك دي مش أصول ، وهو المفروض يبقى عارف ده ، والناس ليها الظاهر!

ظلت هكذا لعدة دقائق تحاول اقناع نفسها أن صمتها عما صار يعني رضاؤها التام وهو ما لم يحدث.

هي لديها مخططات من أجله ، ولن تحيد عنها في الوقت الحالي ، ولن تدع أي شيء يعكر صفوها.

....................................

ظل حاملًا إياها طوال هبوطه على الدرج ، وهي بالطبع كانت في قمة خجلها منه. هو يبرع في استغلال الموقف ، وهي مضطرة لمواكبته رغمًا عنها.

لم تخلو بشرتها من تلك الحمرة الساخنة التي اكتست وجهها كليًا، وتحاشت قدر المستطاع التحديق به على الرغم من إحساسها بأن نظراته لم تفارقها.

أصاب حدسها الأنثوي في ذلك ، فمنذر واظب على مطالعتها بنظرات غريبة. نظرات حملت بين طياتها خوفًا من أن تلاقي تلك الهزيلة مصيرًا مشابهًا للمراهقة المتوفاة.

هي مصادفة علقت مع شخص يعلم جيدًا بنواياه الدنيئة .. ولكنها غير مدركة بعد لحقيقة الوضع. لذلك أخذ على نفسه العهد أن يمنعه عنها ، مهما كلفه الأمر.

لحقت بهما نيرمين وعيناها تطلقان شررًا متقدًا.

لو كان الحنق شخصًا لتجسد ببشاعته ليعكس ما تشعر به الآن.

لم تتوقف عن رمقها بنظرات احتقارية مشتعلة ، فتلك البائسة تعيسة الحظ تنعم بما حُرمت هي منه ، من أبسط الأحلام الوردية لأي فتاة مقبلة على الزواج ..

حرمت من زوج محب يدافع عنها ويحميها ، من شخص يخشى عليها من إصابتها بالسوء ، بل يفني عمره من أجلها هي فقط ..

فأسيف من وجهة نظرها تملك – رغم يتمها – الكثير والكثير. وهي لن تقف في وضع المشاهد الصامت تراقب اندلاع شرارة التجاذب بينهما.

خشيت نيرمين أن تعترف لنفسها بأنها تكن شيئًا لذلك الذي يجذبها إليه رغم جفاءه معها. بأن قلبها قد تحرك ونبض لأجله.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن