الفصل الحادي والأربعون

49.4K 2.1K 272
                                    


الفصل الحادي والأربعون :

ذرعت الغرفة جيئة وذهابًا وهي تفرك كفيها بعصبية واضحة، فما حدث اليوم أمام أنظارها – خاصة مع رمز الرجولة الأصيلة عندها - دق ناقوس الخطر لديها.

تجهمت تعابير وجهها ، وضغطت على شفتيها بقوة مانعة نفسها من إطلاق شتائم مهينة.

استقبلتها أمها بترحاب كبير وكأنها لم ترتكب شيئًا بل أصرت على بقائها في أحضانها اليوم ، وغفت معها في غرفته .. ذلك المكان الذي تمنت أن تنام هي فيه بدلًا منها.

التفتت نيرمين لتنظر لأختها الغافلة على الفراش بحدة قبل أن تجلس على طرف الفراش الأخر.

همست لنفسها بغل واضح :

-جيتها المرادي هتجيب علينا الخراب!

زفرت بعدها بغيظ بائن ، فمازالت أسيف تستحوذ على كل شيء منذ أن وطــأت قدماها بيتهم المتواضع.

هي ببراءتها الساذجة تنجح دومًا في سلب العقول ، وجذب الانتباه ، وما أكثر من حنقها نحوها أن الجميع يعيرونها الاهتمام حتى لو بدت طائشة حمقاء.

انتبهت لصوت بسمة الناعس وهي تقول:

-ارحمي نفسك ونامي

ردت عليها نيرمين بحقد :

-مش جايلي نوم ، هاموت من البلوى اللي حلت علينا ؟

تساءلت بسمة بنبرة متثاقلة :

-قصدك على أسيف ؟

صاحت بها نيرمين بصوت محتد :

-ماتنطقيش اسمها قصادي ، بأتعصب لما بأسمعه ، كان نفسي تغور في داهية ومانشوفش خلقتها تاني !

أضافت بسمة بجدية :

-هي مش رجعت خلاص ، وأمك ماسكة فيها بإيدها وسنانها ، يعني انسي انها تسيبها وتمشي !

ردت عليها نيرمين بحنق بارز في نظراتها الضيقة ونبرتها الحادة :

-وده اللي فاقعني ، على ايه مش عارفة ، دي حيالله مكملتش كام يوم عندنا ، خلاص بقت فرخة بكشك عندها

تثاءبت بسمة وهي ترد :

-حكمة ربنا !

نفخت نيرمين متابعة بغيظ أكبر :

-أووف ، هاطق من جنابي منها

ردت عليها بسمة ببرود إلى حد ما :

-بصراحة من اللي بتعمليه قصادي ده اللي هايحصلك !

أضافت نيرمين قائلة بغل وهي تكور قبضتها في الهواء :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن