الفصل الرابع عشر

50.8K 2.1K 92
                                    


الفصل الرابع عشر :

أسرعت أسيف في خطواتها لتسير إلى جوار الممرضة لكن قبل أن تنحرف للرواق الجانبي سمعت صوت إنزلاق الأبواب ، فأدارت رأسها في اتجاه مصدره

رأت طبيب الطواريء وهو يلج من الغرفة ، فتوترت أنفاسها ، وتوقفت عن السير.

لا إرادياً اندفعت نحوه متساءلة بتلهف :

-طمني يا دكتور ! ماما عاملة ايه ؟

ضغط الطبيب على شفتيه قائلاً بجدية :

-خير .. هي الحالة مش سهلة ، بس ادعيلها

كتمت شهقتها المرتعدة قبل أن تخرج من فمها بكفي يدها ، وحدقت فيه بهلع.

تابع الطبيب مردداً بنبرة عقلانية :

-إحنا بنعمل اللي علينا ، والباقي على ربنا ! ادعيلها !

لم يضف المزيد ، وابتعد عنها تاركاً إياها في حالة صدمة.

شعرت أسيف بالضياع والخطر.

هي بمفردها في بلد غريب عنها ، في مشفى بارد ، حوائطه الكئيبة تكاد تطبق على أنفاسها.

ووالدتها الغالية توشك على ترك تلك الحياة الفانية للأبد.

ترنحت بجسدها بخوف ، وعجزت عن الوقوف بثبات ، فاستندت على أقرب حائط بكف يدها لتبكي بمرارة وآسى.

حاول منذر اللحاق بها ، فرأها تتحدث إلى الطبيب ، فتوقف في مكانه ، وراقبها منذر بنظرات مشدوهة ..

ظل باقياً في مكانه محافظاً على مسافة معقولة بينهما ..

هو يحاول أن يستوعب كم الصدمات الغير منطقية التي تحدث أمامه خاصة ما يتعلق بتلك الطائشة البائسة.

لا يعرف لماذا علق بذهنه وصفها بكونها بائسة ، هل لأنه هو انعكاساً لها ، فلم يصدف أن يراها سوى بالشحوب والحزن والأسف.

ما أصابه بالريبة والحيرة هو تلك الحالة المنكسرة المسيطرة كلياً عليها.

فإن كانت لا تخشى الفقد أو الخسارة ومعتادة على مواجهة الموت يومياً بألاعيبها التي تتقنها فكيف إذن تخاف من حادثة كهذه وترتجف من رأسها لأخمص قدميها وكأنها ترى لأول مرة الدماء والموت نصب عينيها.

مزيج خليط من أفكار غير مرتبة عصفت بعقله جعلته متخبطاً في إصدار حكم صائب عليها.

لكن الأعجب والمثير حقاً لفضوله هو كنيتها ( ابنة عائلة خورشيد ) ، وتلك معلومة هامة عليه أن يتأكد من صحتها.

أخرج هاتفه المحمول من جيبه ، وسارع بمهاتفة أبيه.

........................................

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن