الفصل الثامن والثمانون - الجزء الأول

ابدأ من البداية
                                    

-انت عارف ظروف مرض نيرمين وحالتها

هز رأسه قائلاً بنبرة مواسية:

-ربنا يشفيها، كلنا زعلانين عشانها، لعلمك أمي بتحبها أوي و...

قاطعته قائلة بجدية:

-يا رب أمين، المهم أنا ....

وقبل أن تكمل جملتها انضم لهما النادل محضرات العصائر الباردة، فتوقفت مجبرة عن الحديث، لتنظر له بجدية، ابتسم قائلاً بنبرة عملية مرحبة:

-اتفضلوا يا فندم!

لوى دياب ثغره قائلاً بامتعاض:

-متشكرين

انتظره للحظاتٍ حتى انصرف فسلط أنظاره عليها مكملاً بابتسامة متسعة:

-اشربي يا بسمة!

زاد توترها المصحوب بعبوس مقلق فحاول تخفيف حدة الاضطراب المسيطر عليها، فتابع مازحًا:

-بلي ريقك، ده فريش والله

كورت قبضتها ضاغطة على أصابعها بقوة وهي تتنفس بعمق، هتفت فجأة دون أي مقدمات:

-دياب!

تحفزت حواسه لنطقها اسمه مجردًا من بين شفتيها، أسبل عينيه نحوها مرددًا بسعادة:

-عيون دياب!

انعقد ما بين حاجبيها بشدة وهي ترد:

-نعم؟

أشار بسبابته مبتسمًا:

-بأقول اشربي قبل ما يبرد

ردت عليه مستنكرة جملته الغريبة:

-على فكرة ده عصير، يعني بارد أصلاً!

حك مقدمة رأسه باستغراب، ثم ابتسم قائلاً بمزاح:

-والله، يبقى اشربيه قبل ما يسخن!

استاءت من كونه يجعل الموقف هزيلاً فصاحت بحدة طفيفة:

-ممكن تديني فرصة أقول الكلمتين اللي جاية عشانهم!

لاحظ التبدل السريع في ملامحها ما بين الاضطراب والتشنج، والتردد والصلابة، فرد عليها بحذر:

-ماشي، بس أمانة عليكي يا شيخة، وحياة حبيبك النبي ما تكون حاجة تزعل!

أجابته بتجهم:

-والله على حسب

ابتلع ريقه قائلاً:

-استر يا رب، أنا خايف من الدخلة دي!

صمتت للحظات تستجمع فيها شجاعتها، أخفضت نظراتها متحاشية تحديقه المتعمد بها لتركز فقط في كأس المشروب الموضوع أمامها، تنحنحت هامسة بتردد:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن