الفصل الثامن والثمانون - الجزء الأول

49.1K 2K 227
                                    


الفصل الثامن والثمانون (الجزء الأول):

تلفت حوله بتوتر كبير مترقبًا ولوجها إلى المطعم القريب بين لحظة وأخرى، لا يعرف سبب طلبها لرؤيته خارج المنزل، بدا له أن الأمر هامًا للغاية خاصة أنها خالفت مبادئها وأصرت على الالتقاء به منفردًا دون إبلاغ عائلتها، طرق بأصابعه على السطح الزجاجي للطاولة محاولاً تخفيف حدة القلق الذي يعتريه، لكن كيف له أن يتحكم في ذلك وقلبه بين ضلوعه يدق بعنف حتى كادت صوت نبضاته المتلاحقة تصم آذانه.

أحس بوجودها فحرك عينيه للجانب ليجدها تسير بتمهل محبب له، نهض من مكانه راسمًا على ثغره ابتسامة مشرقة، أشار لها بيده قائلاً بحماس:

-اتفضلي يا بسمة

هزت رأسها بإيماءة خفيفة كنوع من التعبير الرمزي عن تقبلها لترحيبه المتحمس لوجودها، وجلست على المقعد المقابل له، تابع متسائلاً باهتمام:

-تحبي تشربي إيه

عبست بوجهها مرددة بجدية:

-لأ مش عاوزة

قطب جبينه هاتفًا باستنكار:

-وده كلام؟ لازم تاخدي حاجة الأول، ده أنا مش عاوز أطلب أكل ولا...

أشارت بكفها معترضة:

-لالالا، مالوش لازمة

ابتسم قائلاً بلطف وهو يشير بيده

-طيب مسافة ما يجي العصير، ترتاحي وتاخدي نفسك كده، عصير بس!

استسلمت أمام إلحاحه المستمر مرددة:

-طيب

تنهد بحرارة محدثًا نفسه بنبرة حالمة:

-وأهي فرصة أملي عيني منك!

حضر النادل إلى الطاولة راسمًا على ثغره ابتسامة مصطنعة وهو يرحب بالعميلين، فأعطاه دياب طلبه، دونه سريعًا وانصرف ليتابع الاثنان حديثهما، بدت بسمة في حالة ارتباك كبير ممزوجة بالتخبط، عضت على شفتها السفلى بتوتر بائن، وحاولت تصفية ذهنها لكي ترتب أفكارها، زفرت بصوت مسموع وهي تقول بتردد:

-بص.. أنا مش عارفة أقول ايه!

نظر لها دياب اهتمام فواصلت بحيرة:

-أنا حاسة إن الكلام طاير من دماغي

ابتسم لرؤيتها على تلك الحالة المربكة، خاصة أن بشرتها تزداد توردًا وعيناها بريقًا، أشار لها بيده بهدوء:

-سمي بالله كده وأنا معاكي على الخط

تنحنحت بصوت خفيض لتتابع بعدها:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن