الفصل السابع والسبعون - الجزء الأول

ابدأ من البداية
                                    

-بس.. ده كتير و...

قاطعها قائلاً بهدوءٍ حانٍ:

-مافيش حاجة تغلى عليكي، المهم إنك معايا، ده كفاية عندي!

أدمعت عيناها تأثرًا، لقد وهبها بصدق ما عجزت عن استرجاعه، انهارت مقاومتها سريعًا وبكت عفويًا، فانزعج من ذلك قائلاً:

-ليه بس بتعيطي؟

أجابته بصوت متهدج:

-مش.. قادرة أصدق إن ده بجد!

حاوط وجهها براحتيه، ومسح بإبهاميه دمعاتها المنهمرة على وجنتيها قائلاً:

-لأ صدقي، أحلامك أوامر!

قرب رأسها إليه منحنيًا عليه ليطبع قبلة على جبينها شعرت فيها بأنفاسها الحارة المتلهفة إليها، هي ظفرت بعد عنان وقسوة بما سيعوضها عن تلك الفترة التعيسة في حياتها.

راقبتهما عواطف بنظرات حنونة شاكرة نعم الله على ابنة أخيها اليتيمة، كانت تخشى من مصيرها المجهول إن حدث لها شيء وبقيت هي بمفردها، تنهدت بارتياك كبير فقد رزقها الله بزوج محب سيحميها من تلك الشوكة التي يمكن أن تؤذيها، وعلى النقيض تمامًا كانت أعينها المحتقنة تكاد تحرقها كليًا لمجرد التطلع إليهما، كظمت غضبها في نفسها منتظرة رحيله لتثور في وجهها متيقنة أنها السارقة التي سلبته منها بقناع براءتها المزيف.

مسح منذر على وجهها برفق مضيفًا بجدية لطيفة:

-بيتهيألي الوقت كده اتأخر، ومايصحش أفضل هنا

هزت رأسها هامسة بخجل:

-أها

تابع قائلاً بابتسامة عذبة:

-إن شاء الله نظبط الأمور كلها، ونتجمع في بيت واحد قريب!

خجلت أكثر من عبارته تلك، فأخفضت نظراتها متحرجة منه، فرك مؤخرة عنقه بتوتر طفيف، ثم مال عليها برأسه هامسًا:

-تصبحي على خير

عضت على شفتها السفلى قائلة بصوت خافت:

-وانت من أهله يا أستاذ منذر!

عقد ما بين حاجبيه مستنكرًا ردها الرسمي وهو يقول:

-أستاذ منذر! بعد ده كله أستاذ، ينفع كده

ارتكبت أكثر من عتابه اللطيف، وتعللت قائلة بتوتر عجيب:

-ماهو أصل.. يعني....

رد عليها بهدوء جاد:

-مايصحش، شلي التكليف، احنا خلاص مرتبطين ببعض، يعني ينفع أناديكي آنسة أسيف؟

حركت رأسها بالنفي هامسة:

-لأ

غمز لها مرددًا بمرح:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن