الفصل السادس والسبعون

Start from the beginning
                                    

-هاتهوم يا دياب معانا!

هز رأسه وهو يمط فمه:

-ماشي يا منذر!

أشــار الصغير يحيى بيده نحو بسمة هاتفًا بمرح وقد زادت ابتسامته:

-والمس كمان يا بابي!

ارتفعت أنظاره تلقائيًا نحوها، فالتوى ثغره بابتسامة عابثة للغاية مرددًا لنفسه بصوت خفيض:

-والله لو ينفع أخدها في حضني، بس هي ترضى!

انتبهت بسمة لإلحاح الصغير على ركوبها معه السيارة، فاعتذرت قائلة:

-مافيش مكان يا حبيبي، أنا هاركب في الباص ده!

ركل يحيى الأرضية بقدمه بعصبية واضحة عليه، وعبس بوجهه هاتفًا:

-لأ أنا عاوزك معايا ماليش دعوة!

يئست من محاولة إقناعه من صعوبة الأمر، لكنها تفاجأت بدياب يدعمه قائلاً:

-خلاص هي تركب جمب العروسة، واحنا هنتصرف سوا!

جمدت أنظارها عليه، فابتسم لها بمكر مشيرًا بيديه في الهواء وكأن الأمر قد صار مفروغًا منه، فلا حاجة بها للاعتراض الآن، اعتبرته نوعًا من التحدي، فلوت ثغرها مرددة بقوة:

-وماله، هاقعد جمب بنت خالي!

بدأ الجميع بعدها في اتخاذ أماكنهم بالسيارة، وبالفعلت جلست بسمة بجوار العروس التي احتلت منتصف المقعد الخلفي، وإلى جوارها جلس منذر مستمتعًا بقربها الملاصق له، أصر الصغير يحيى على الجلوس في حجر معلمته التي تعلق بها، ولم ترفض تحقيق أمنيته فضمته إليها، اتخذت جليلة المقعد الأمامي كمكان طبيعي لها، وجلست ابنتها في حضنها، مرر دياب عينيه على أوجه الجميع هامسًا بمزاح:

-دي العربية قلبت مكروباص، ناقص أركب على السقف وألم الأجرة!

ضرب كفًا بالأخر، واستعد لإدارة محرك السيارة مانعًا نفسه من الضحك أمامهم كي لا يعطي أي تبريرات لهم، وتولى طه المهمة الأخرى في التأكد من استقلال باقي المدعوين الحافلة التي استأجرها ليعود معهم من حيث أتوا.

كانت كمن يجلس على مقعد مشتعل بالجمرات بجوار والدتها، فنظرت لها الأخيرة بتعجب وهي تسألها:

-مالك يا بنتي، دايمًا كده لاوية بوزك ولا ...

نظرت لها من طرف عينها مرددة بتبرم ساخط:

-بأتحسر على ميلة بختي!

انزعجت من طريقتها التهكمية في الإشارة إلى حياتها السابقة، فردت عليها بحذر:

-كل واحد ونصيبه

سألتها نيرمين بحدة طفيفة وقد استشاطت نظراتها:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now