-دي أسيف بنتنا متقولش كده، والله نزعل منك، وكل واحد في البلد هنا فرحانلها وعاوز يعمل معاها أحلى واجب
-ربنا يخليكم ليها، أهل كرم! نشوف وشكم على خير
وجه الحاج إسماعيل حديثه إليها بجدية مشيرًا بسبابته:
-خدي بالك من جوزك يا بنتي، تحطيه في عينك، سمعاني؟
رفعت وجهها في عينيه المحدقتين بها قائلة بخفوت خجل:
-حاضر!
لمحه منذر من على بعد بوجهه المتجهم وهو يرمقه بنظراته المغتاظة، فأراد أن ينبهه أنه متابع جيد لإيماءاته المزعوجة، فرفع من نبرة صوته وهو يناديه:
-ايه يا حاج فتحي؟ مش ناوي تسلم علينا؟!
امتعض وجهه على الأخير، فمنذر ليس بالخصم اليسير، وعرف كيف يأخذ منه ما يريد، لذا دنا منه هاتفًا بعبوس:
-ودي تيجي!
صافحه بفتور، ثم وضع يده على كتف أسيف مضيفًا:
-مع السلامة، لو عوزتي حاجة انتي عارفة رقمي
هزت رأسها بالإيجاب قائلة:
-ماشي يا خالي
أضاف منذر محذرًا بكلمات غامضة للجميع لكنها كانت مفهومة جيدًا بالنسبة له:
-ماتنساش يا حاج فتحي تتابع موضوع بيت المرحوم، عاوزين نشوف مين ابن الحرام اللي حرقه!
قوس فمه للجانب وهو يرد باقتضاب متجهم:
-ربنا يسهل
لوح منذر بيده عاليًا وهو يهتف بحماس:
-نشوف وشكم على خير جميعًا
رد عليه الحاج إسماعيل بود:
-في رعاية الله، ربنا معاكو ويسلم طريقكم، شرفتونا!
أحضر دياب السيارة أمام مدخل السرادق ليتمكن العروسين من ركوبها، وترجل منها هاتفًا بحماس:
-يالا يا جماعة!
ركض الصغير يحيى نحو أبيه قائلاً ببراءة وهو يجذبه من بنطاله:
-بابي أنا عاوز أركب معاكو
ابتسم له ماسحًا على رأسه، وعابثًا بوجهه مرددًا بحنو:
-ماشي يا حبيبي!
لحقت به أروى، وابتسم لأخيها هاتفة بإصرار:
-وأنا كمان يا أبيه؟
نظر لها بحيرة، فمقاعد السيارة لن تتحمل كثرة العدد الراغب في استقلالها، فرك رأسه مترددًا في الرد عليها، لكن حسم أخيه منذر الأمر قائلاً بجدية:
YOU ARE READING
الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅
Romanceكتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا .. رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية ا...
الفصل السادس والسبعون
Start from the beginning