الفصل السادس والسبعون

Start from the beginning
                                    

-دي أسيف بنتنا متقولش كده، والله نزعل منك، وكل واحد في البلد هنا فرحانلها وعاوز يعمل معاها أحلى واجب

-ربنا يخليكم ليها، أهل كرم! نشوف وشكم على خير

وجه الحاج إسماعيل حديثه إليها بجدية مشيرًا بسبابته:

-خدي بالك من جوزك يا بنتي، تحطيه في عينك، سمعاني؟

رفعت وجهها في عينيه المحدقتين بها قائلة بخفوت خجل:

-حاضر!

لمحه منذر من على بعد بوجهه المتجهم وهو يرمقه بنظراته المغتاظة، فأراد أن ينبهه أنه متابع جيد لإيماءاته المزعوجة، فرفع من نبرة صوته وهو يناديه:

-ايه يا حاج فتحي؟ مش ناوي تسلم علينا؟!

امتعض وجهه على الأخير، فمنذر ليس بالخصم اليسير، وعرف كيف يأخذ منه ما يريد، لذا دنا منه هاتفًا بعبوس:

-ودي تيجي!

صافحه بفتور، ثم وضع يده على كتف أسيف مضيفًا:

-مع السلامة، لو عوزتي حاجة انتي عارفة رقمي

هزت رأسها بالإيجاب قائلة:

-ماشي يا خالي

أضاف منذر محذرًا بكلمات غامضة للجميع لكنها كانت مفهومة جيدًا بالنسبة له:

-ماتنساش يا حاج فتحي تتابع موضوع بيت المرحوم، عاوزين نشوف مين ابن الحرام اللي حرقه!

قوس فمه للجانب وهو يرد باقتضاب متجهم:

-ربنا يسهل

لوح منذر بيده عاليًا وهو يهتف بحماس:

-نشوف وشكم على خير جميعًا

رد عليه الحاج إسماعيل بود:

-في رعاية الله، ربنا معاكو ويسلم طريقكم، شرفتونا!

أحضر دياب السيارة أمام مدخل السرادق ليتمكن العروسين من ركوبها، وترجل منها هاتفًا بحماس:

-يالا يا جماعة!

ركض الصغير يحيى نحو أبيه قائلاً ببراءة وهو يجذبه من بنطاله:

-بابي أنا عاوز أركب معاكو

ابتسم له ماسحًا على رأسه، وعابثًا بوجهه مرددًا بحنو:

-ماشي يا حبيبي!

لحقت به أروى، وابتسم لأخيها هاتفة بإصرار:

-وأنا كمان يا أبيه؟

نظر لها بحيرة، فمقاعد السيارة لن تتحمل كثرة العدد الراغب في استقلالها، فرك رأسه مترددًا في الرد عليها، لكن حسم أخيه منذر الأمر قائلاً بجدية:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now