الفصل الثالث والسبعون - الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

قاطعه منذر بإصرار صارم:

-طب سبني أتكلم أنا معاه

هز الحاج إسماعيل رأسه معترضًا:

-بس أفتكر إنه مش هيوافق

التوى ثغره للجانب مرددًا بثقة تامة:

-لأ هيوافق! اسمعها مني!

تعجب من تلك الثقة البادية عليه وكأنه قد ضمن الحصول على موافقته رغم يقينه من حدوث العكس، ومع ذلك وافق على ترتيب موعد معه.

.................................

بتأفف ظاهر عليه، اضطر أن يقابله بعد تدخل رفيقه كوسيط بينهما، لكنه لم يخفِ تبرمه من تلك الزيارة الغير مرحب بها أبدًا، وجلس أمامه عابس الوجه مكفهر الملامح، بدا منذر غير مكترث بما يظهره نحوه من مشاعر بغض، فالمهم بالنسبة له أن يحقق لها رغباتها، تابع قائلاً بثبات متعمدًا إثارة شكوكه:

-مش هانلف على بعض كتير، أنا عارف إنك انت اللي وراها!

احتدت نظرات فتحي فبرز الشر منهما وهو يعنفه صائحًا:

-حاسب على كلامك!

رد عليه منذر بقسوة مخيفة وقد تجمدت أنظاره المهددة عليه:

-ده مش كلامي، ولو أنا حكيت عن المضاربات بينا، هاخلي الليلة كلها تدور حواليك، ومش بعيد تلاقي الكلابشات منورة في ايدك!

توتر من تأثير كلماته الغامضة، وفهم ما يرمي إليه، فسأله بنفاذ صبر:

-عاوز ايه؟ اخلص

اعتدل منذر في جلسته، وعمق نظراته المخيفة نحوه قائلاً بحسم:

-أرض المرحوم رياض!

احتج فتحي قائلاً بحدة:

-دي حقي، أنا دافع فيها دم قلبي و...

قاطعه منذر بتهكم:

-وخدتها بلوي الدراع! مش هاتضحك عليا!

وقبل أن يضيف المزيد تابع قائلاً بثبات صارم:

-وأنا راجل حقاني، هاديك اللي دفعته فيها وزيادة!

أصر على رفضه صائحًا بانفعال:

-لأ، مش هايحصل، مش هافرط في شبر واحد من الأرض دي، حتى لو فيها رقبتي!

هب منذر واقفًا من مكانه، ورمقه بنظرات قاسية قبل أن يرد بتوعد:

-عظيم، يا ريت تثبت على كده، لأن أنا مش هاسيب حق مراتي!

وقف فتحي هو الأخر محدقًا فيه بنظراته المشتعلة متسائلاً بتوجس:

-ده تهديد؟!

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now