إنها تعلم..!

ابدأ من البداية
                                    

"هذا هو شرطي يا مولاتي" قالت نجمة بسرعة
"اوه ياله من شرط غريب؟!" قالت السلطانة بإستغراب
"لا أستطيع ان اتخلى عن بدر فهو معي دائماً و في هذه اللحظة تجدينه يقف بجاتب باب القصز ينتظرني ، و حتى ان طلبت منه ان يأخذ اجازة قصيرة لن يرضى" قالت نجمة بفخر
"يا له من خادم وفي" قالت السيدة مريم بسخرية
"انه ليس خادم بل أحد أفراد عائلتي لو انني استطيع ان اجعله ابناً لي او حتى أخاً لفعلت " قالت نجمة بإندفاع
"و هل سيتحول خادمكِ لرجل نبيل ان درس مع أبناء النبلاء" قالت وردة بسخرية
"و من قال انني اريده ان يصبح رجل نبيل، انني اراه عالماً و فقيه، او ربما يسلك سلك الجيش فهو بالإضافة لذكائه أراه شجاعٌ و قوي و فيه شجاعة ألف رجلٌ نبيل ممن تتحدثين عنهم "قالت نجمة بحماسة
"و ما العيب في الرجال النبلاء والدكِ منهم!؟ يا لكِ من فتاة غريبة" قالت وردة بغضب
"ان والدي ليس برجل نبيل فقط لتتضح لكِ الصورة فهو لم يولد بملعقة من ذب في فمه، انما صنع تلك الملعقة بنفسه ليضعها في فمي، بل انتِ اخبريني ما الذي يميز النبلاء عن بقية الناس!؟" قالت نجمة بهجوم
"اوه ان اصلهم مشرف و مالهم كثير و نسبهم مفخرة لمن يناسبهم و قريبون من العرش" قالت وردة بسرعة
رمقتها نجمة بإنزعاج و هي تلاحظ مدى صغر عقل هذه الفتاة و لاحظت ان الكثير من النساء كن يؤيدنها كونهن من النبيلات!! هي واحدة منهن فعلياً و لكنها لم تضع يوماً تلك الحواجز التافهه و ترسم الطبقات بينها و بين أحد بسبب نسبها، قررت ان تصمت فهذا النقاش لن يوصلها لأي نتيجة و لكنها كانت تنتظر رد السلطانة بهذت الخصوص!
"حسناً يا سيدك نجمة ، اني ارى وجهة نظركِ و اؤيدها تماماً فعلاً لماذا يقتصر على إبني عبدالوهاب ان يختلط بأشخاص معينين !! يجب ان يختلط بالجميع فهو ليس أفضل من أحد ثم انني ارى انه من الأجدر ان يكون قريباً من الجميع كونه ولياً للعهد، سأناقش موضوعكِ مع سيدي السلطان و ارد لكِ الخبر يا نجمة ، لتسلم يداً ربتكِ و كبرتكِ يا عزيزتي" قالت السلطانة بحكمة
"ليسلم لكِ من تحبين يا مولاتي"قال نجمة بأدب
اتجه الجميع لأحاديثهم الجانبية، بقيت نجمة تتسامر مع بعض النساء عن وجهة نظرها الأخيره فقد أيدنها اليعض منهم بل و اشادوا بجرأتها بطرح فكرتها أمام السلطانة.
"لا أجد اية جرأة في هذا الموضوع يا عزيزاتي" قالت سما بوقاحة "فعلاً تلك تعد قلة تهذيب ان تنتقد الحضور بهذه الطريقة المهينة!" قال حنان بهجوم
"اوه يا حلواتي اغفرن لها انها مسكينة لا تعرف في الأصول، سمعت انها عاشت معظم حياتها في صحراء قاحلة فأين ستعرف الأصول" قالت وردة
نظرت لهن نجمة و قررت ان تترفع فهي متعبة جداً و لا تريد ان تتصادم مع أحد، خرجت من الجلسة بأدب بعدما استأذنت من السلطانة انها تود ان تستنشق بعض الهواء.

خرجت من الحرملك بأكمله فقد شعرت بالإختناق فعلاً لا من حديثهن الأخير التافه!! ليست تلك الأمور التي قد تقلب مزاجها و لكن أمور أخرى تؤرق ليلها فعلاً .
لاحظت سلطان و هو يتجول في احدى الممرات، ظنت انه سيأخذ اجازةً لليوم هذا ما اخبرها به و لكن على ما يبدو انه لم يستطع ان يقاوم الحضور للقصر، فمنذ أن اخبرها بالحقيقة كاملة حينما لم يكن بوعيه و هي عيناها لا تفارقه ابداً، فقد حدثها في تلك الليلة بالتفصيل الممل عن حياته ماضيه حاضرة و خططه المستقبليه، كل خططه بما فيها تلك التي تتظمنها هي، و العجيب انه نسي! نسي ما اخبرها به كل الكلام الخطير، و هي ادعت انها لم تفهم بالرغم من انها فهمت كل شئ كان تحت تأثير الصدمة مما قام به و ما اكتشفه، فقد علمت اخيراً سبب خطفها!! شعرت بالإنزعاج فهي عاشت كوابيس كثيرة بسبب تلك الحادثة!


نجمة و المخادعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن