الفصل الثاني والستون

47.4K 2K 209
                                    

فصل استثنائي

الفصل الثاني والستون:

تنفست الصعداء بعد تلقيها ذلك الخبر المفرح عن إفاقتها من غيبوبتها المؤقتة، وبترقب شديد انتظرت انتهاء الطبيب من فحص مؤشراتها الحيوية لتلج إليها.

دنت عواطف من فراشها الطبي، ثم مالت عليها تضمها إلى صدرها هاتفة بنبرة متأثرة:

-حمدلله على سلامتك يا بنتي!

ردت عليها بسمة بنبرة خافتة:

-الله يسلمك يا ماما!

تابعت قائلة بتنهيدة مطولة:

-لو تعرفي اتخضينا عليكي أد ايه!

ابتسمت هامسة:

-قدر ولطف!

لم يستطع الانتظار بالخارج لأكثر من هذا، فقد كان متلهفًا لرؤيتها هو الأخر.

شعر بأن روحه ردت إليه بمجرد سماعه بخبر استعادتها للوعي.

تحرك بتوتر رهيب دائرًا حول نفسه إلى أن حسم أمره بالدخول.

دق دياب على الباب متنحنحًا بصوت خشن:

-ممكن أدخل؟

التفتت عواطف نحوه قائلة بود وهي تشير بيدها:

-أه يا بني، تعالى!

ثم استدارت برأسها لتحدق في ابنتها وهي تضيف:

-سي دياب ماسبناش للحظة هو وسي منذر، ليل نهار معانا يا بنتي عشان يطمنوا عليكي!

رمشت بسمة بعينيها في حرج واضح من وجوده، لكنها رأت في نظراته المتطلعة إليها شيئًا غريبًا عن كل مرة.

تلألأت عيناه بتوهج لامع وهو يدنو منها.

هتفت عواطف قائلة:

-أما أروح أطمن أسيف، هي أعدة في الاستقبال من بدري، وهتفرح أوي لما تعرف

هزت بسمة رأسها بإيماءة خفيفة دافنة نفسها أكثر في الفراش.

تابعها حتى انصرفت من الغرفة، فاقترب أكثر منها متأملًا إياها بأعينه المشتاقة.

قطع الصمت السائد بينهما معاتبًا بمرح:

-ينفع القلق ده كله يا أبلة؟

حركت رأسها للجانب متحاشية النظر إليه، ثم ردت قائلة بهدوء:

-أنا اتأخرت على المدرسة، أكيد هايكتبوني غياب!

عقد ما بين حاجبيه مدهوشًا من جملتها الأخيرة، فسألها مستفهمًا:

-مدرسة! انتي بتتكلمي عن ايه؟

أوضحت مقصدها قائلة بتنهيدة متعبة وهي تفرك جبينها:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now