الفصل السادس والخمسون

Start from the beginning
                                    

-أنا بأحبها يامه، أيوه بأحبها ومكونتش عارف بده!

احتضنت رأسه، وانحنت بفمها على جبينه لتقبله قائلة بصوت خفيض لتدعمه:

-قلبي كان حاسس يا ضنايا!

بكى بأنين مرتفع مخرجًا من صدره شهقات ملتاعة.

حاولت احتواء انهياره، وهتفت بحماس:

-أنا حاسة بيك يا حبيبي، وقولت لنفسي جايز هي تسعدك، بس مرضتش أفرضها عليك، قولت أسيبك تختار اللي تعجبك، كفاية اللي حصلك قبل كده!

رد عليها بصوته المنتحب:

-ماستحملتش أشوفها كده، خايف.. خايف أخسرها وآآ.. وتـآآ..

قاطعته قائلة بغلظة قليلة:

-تف من بؤك يا دياب، إن شاء الله هاتقوم بالسلامة!

أخـــــرج تنهيدة حارة موجوعة من صدره وهو يقول بألم:

-آآآه يامه!

مسحت على ظهره برفق وهي تواسيه، ثم تابعت قائلة بهدوء:

-يا حبيبي استهدى بالله كده، وقوم اغسل وشك! مالوش لازمة اللي بتعمله ده، هو انت هاتقدر البلا قبل وقوعه!

دفن ديــــاب وجهه بين راحتي يده، وأجهش ببكاء أشد.

تأسفت على حاله الموجوع، فصاحت بجدية:

-طب بص أنا هاروح أطمن عليها وآآ...

قاطعها قائلًا بإحباط:

-مالهاش لازمة جيتك يامه، هي مش حاسة بحد أصلًا!

ردت عليه باستنكار:

-لا حول ولا قوة إلا بالله، محدش يقدر يمنع القدر!

تنفس بعمق محاولًا استعادة انضباط نفسه.

تابعت أمه مقترحة بحماس علها تهون عليه كربه:

-طيب أقولك على حاجة تبسطك، هي لما تقوم بالسلامة ، ونطمن عليها أنا هاخطبهالك طالما عاوزها، ها ايه رأيك؟

لم يجبها بل ظل صامتًا، استشعرت من سكونه موافقته على اقتراحها، فواصلت مؤكدة:

-انت بس اهدى، وإن شاء الله خير!

عبست كذلك بوجهها لتعاتبه مرددة:

-طب ابنك لو شافك بالشكل ده يقول ايه، هاه؟!

حاول أن يبتسم لكنه فشل، وكيف يضحك وهي في عالم أخــر لا تشعر به أو بغيره.

انتبه كلاهما لصوت الدقات الصغيرة على الباب مع محاولة لتحريك المقبض، وأعقبها صوت يحيى صائحًا بإلحاح:

-تيتة! بابا! انتو جوا؟

ردت مبتسمة وهي تشير بعينيها:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now