الفصل الخامس والخمسون

Start from the beginning
                                    

لم تعرضه والدتها، فهي أرادت الأفضل لابنتها خاصة في ظرفها المؤسف هذا.

نُقلت إلى العناية الفائقة، ومنع عنها الزيارات ريثما يتم فحصها من جديد فحصًا دقيقًا.

بقي منذر ليتابع أي شيء يخص عائلة عواطف بنفسه، وعادت الجارة خضرة بصحبة الحاج طه إلى المنطقة الشعبية.

جلست أسيف مع عمتها محاوطة إياها من كتفيها بذراعها.

استندت الأخيرة برأسها على صدر ابنة أخيها، وجلست نيرمين إلى جوارهما مكتفة ساعديها لكن نظراتها لم تفارق وجه منذر الذي كان يتهامس مع أخيه في شيء ما.

تمتمت مع نفسها بسخط:

-مش كانت تبقى من نصيبك وكنا ارتحنا!

نفثت زفيرًا غاضبًا من فمها، ثم زمت شفتيها للجانب متبرمة من بقائها معهما.

خرج صوت عواطف واهنًا وهي تقول:

-خافية تروح مني وملحقهاش

ردت عليها أسيف بعتاب خفيف:

-ربنا رحمته وسعة يا عمتي، مش انتي دايمًا اللي بتقوليلي كده؟!

اعتدلت برأسها لتنظر في وجهها قائلة بندم:

-اه.. بس .. بس متخيلتش إن يحصلها كده!

ابتسمت أسيف مرددة بتفاؤل:

-إن شاء الله خير، ربنا هيجبر بخاطرنا وهتبقى كويسة!

وضعت عواطف يدها على وجنتها لتمسح عليها برفق وهي ترد بامتنان:

-ربنا يباركلك يا بنتي!

بدا وجـــــه ديــاب متجهمًا للغاية وهو مسلط أنظاره على نقطة بالفارغ.

أنصت بانتباه لأخيه وهو يردد على مسامعه بجدية:

-اتصل بيا الظابط تبعنا اللي في القسم من شوية يقولي بياخدوا أقوال الشهود في الحتة، وشكل الحكاية مش قضاء وقدر!

ضاقت نظراته وهو يسأله بنبرة مكفهرة:

-قصدك ايه؟

أجابه منذر بتريث حذر:

-هو موضحليش أوي، بس الظاهر هايعملوا تحريات مكثفة عن الحادثة بتاعتها!

هتف ديــــاب من بين شفتيه بصوت خفيض لكنه محتد يحمل التهديد الشرس:

-قسمًا بالله لو طلع وراها مين لهعلقه في وسط المنطقة!

فرك منذر طرف ذقنه متابعًا بجدية:

-أما نشوف الأول هيوصلوا لايه!

وضع ديــــاب كفيه على رأسه المشحون ضاغطًا عليه بقوة.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now