الفصل الثالث والأربعون

Start from the beginning
                                    

اعتقدت زميلاتها أنها تتعالى عليهن، وأنها تجد نفسها في منزلة أفضل منهن خصوصًا أنها حازت على اهتمام أغلب المعلمات.

وعلى قدر المستطاع اجتهدت لتبدو عند حسن ظنهم.

مر عليها شهر من الدراسة وقد برزت بين قريناتها بأنها الطالبة المتوفقة. وزاد هذا من حنق تلك الحفنة التي دومًا تتعرض للإساءة بسببها، لذلك قررن التكالب عليها وتلقينها درسًا عنيفًا.

ولجت ذات يوم إلى المرحــاض لتغسل وجهها، ولم تتوقع وجود من تراقبها عن كثب.

تم إخلاء المكان من جميع الطالبات لتبقى هي بمفردها مع حفنة من المشاغبات.

ابتلعت بسمة ريقها بتوجس، وجاهدت لتتصرف بصورة طبيعية كي لا يظهر عليها علامات الخوف والاضطراب من وجودهن، فهي تسمع عن كوارثهن المقلقة باستمرار.

اقتربت منها إحداهن، ووجهها يشير إلى حقد دفين. وخمنت على الفور أنها من نصبت نفسها عليهن زعيمة.

تحركت بسمة بعيدًا عنها متجنبة الارتطام بها، ولكن سدت عليها المشاغبة الطريق عمدًا مرددة بسخط:

-رايحة فين يا حلوة؟

ردت عليها بسمة بصوت شبه مرتجف وهي تتحاشى الاقتراب منها:

-أنا خارجة من هنا، في حاجة؟

تلفتت المشاغبة حولها مضيفة بابتسامة ساخرة:

-هو احنا خلصان كلام؟

ردت عليها بسمة بحذر:

-هو أنا أعرفك أصلًا؟ عن اذنك

قبضت المشاغبة على ياقة قميصها صائحة فيها بحدة:

-انتي تطولي تعرفيني يا بتاعة انتي؟!

وضعت بسمة يدها على كفها محاولة نزعه عن ياقتها وهي تقول بصوت مزعوج:

-ميرسي لذوقك، حاسبي لو سمحتي

حدجتها المشاغبة بنظرات احتقارية بائنة وهي تردد:

-اضحكوا يا بنات، دي بتقولي ميرسي!

تعالت ضحكات الطالبات المشاغبات بصورة تهكمية مثيرة للحنق ، فاحمر وجه بسمة من الغيظ لتصرفاتهن المتجاوزة معها، ورغم هذا كتمت غضبها في نفسها. هي لا تريد إثارة المتاعب مع أي منهن.

وضعت المشاغبة يدها على شعر بسمة لتجذبها منه لاعنة إياها بشتائم مهينة:

-عاملة نفسك مؤدبة يا ...............

تفاجأت بسمة من كم السباب النابي الذي سمعته أذنيها لشخصها، فألجمت المفاجأة لسانها.

واصلت المشاغبة جذب شعرها بقوة أكبر لتؤلمها وهي تقول:

-انتي شايفة نفسك علينا ليه ؟

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now