الفصل الثالث والأربعون

47.8K 2.1K 135
                                    


الفصل الثالث والأربعون:

خرجت من الغرفة الأخـــرى على إثر صراخها المرتفع الذي أرق منامها.

تمطت بذراعيها في الهواء وهي تتثاءب، ثم استندت بجسدها على الحائط، ورفعت يدها على رأسها لتعبث بخصلات شعرها .

رمقتها بنظرات مطولة وهتفت متساءلة بصوت ناعس:

-فيه ايه؟ بتزعقي ليه ؟

التفتت نيرمين ناحيتها، وحدجتها بنظرات نارية قبل أن تجيبها بتهكم ساخر :

-وأدي الفردة التانية اللي على رجليها نقش الحنة!

اعتدلت بسمة في وقفتها، ونظرت لها بحدة وهي تفرك وجهها بيدها لتزيل أثار النعاس، ثم ردت عليها بعصبية:

-الله! طب ليه كده ؟ يعني أنا غلطت فيكي عشان آآ...

قاطعتها أختها مرددة بحدة:

-كفاية إنك ساكتة وراضية عن اللي بيحصل!

اقتربت منها بسمة لتقف قبالتها، وحدقت مباشرة في عينيها هاتفة بحنق:

-مش فهماكي! طلعي اللي عندك!

ردت عليها نيرمين بشراسة:

-أعدتي بس تقولي أوضتي وحاجتي ومش هاسيبها، تعالي اتفرجي دلوقتي على نفسك وانتي شوية شوية هتفرشي على الأرض، لأ وكله بسبب أمك !!!!

اتسعت حدقتاها بصدمة جلية من طريقتها الهجومية عليها، وصرخت رافضة اتهامها بالتخاذل وهي تشير بسبابتها أمام وجهها:

-نيرمين مسمحلكيش!

دفعتها أختها الكبرى من رسغها بعنف مرددة بعدم اكتراث:

-ولا تسمحي، معدتش تفرق معايا، أوعي خليني أشوف بنتي!

فغرت بسمة شفتيها مشدوهة من وقاحتها الزائدة، والتفتت برأسها لتتابعها بنظرات مغتاظة.

ما أثار ضيقها هو تجاهلها لها ومواصلتها الهجوم عليها بصورة أكثر حدة.

ضـــاق بها ذرعًا كلماتها البغيضة فهتفت بنبرة عالية:

-بجد انتي انسانة مستفزة!

زاد عبوس وجهها وهي تضيف بسخط:

-خسارة فيكي لقب أم!

صفقت نيرمين الباب خلفها لتزيد من حنق أختها نحوها.

فنجحت عن عمد في شحنها بمشاعر الكره والبغض ناحية أسيف، ذلك تحركت الأخيرة بعصبية نحو غرفتها للاشتباك معها.

وضعت يدها على المقبض وفتحت الباب فجـــأة ، لكنها تسمرت في مكانها تراقبها بذهول..

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now