الفصل الحادي والأربعون

Start from the beginning
                                    

-آآخ لو أطبق في زمارة رقبتها ، آه لو أتساب عليها !

حدقت بسمة في أختها بنصف عين ، ورأت مدى العصبية المتشنجة الواضحة على تعابير وجهها وتصرفاتها ، فحذرتها قائلة :

-صدقيني انتي لو تهدي حبة وتخليكي باردة هترتاحي

التفتت نيرمين برأسها ناحيتها ، وحدجتها بنظرات حانقة وهي ترد بتبرم :

-انتي هبلة ومش فاهمة حاجة من اللي بتحصل حواليكي! نقطينا بسكاتك يا بسمة ونامي أحسن !!!!

تمطت بسمة بذراعها وهي تتابع بإنهاك :

-طيب يا أم العريف ، هانام لأحسن مصدعة على الأخر !

زفرت أختها مجدداً هاتفة بزمجرة عالية :

-يووه ، اسكتي ، أصلًا انتي جبتلي صداع ! وأنا على أخري

ردت عليها بسمة بعدم اقتناع :

-أنا برضوه ولا آآ...

قاطعتها قائلة بغضب جم :

-يووه يا بسمة ، ابعدي عني السعادي ، كفاية عفاريت الزفتة دي اللي بتتنطط قصادي !

......................................

استسلمت لرغبتها المُصرة على نومها معها ومشاركتها الفراش ، كانت متحرجة من وضعها الحالي ، لكن لعطف عمتها اللامحدود ، وطيبتها الزائدة رضخت لتوسلاتها.

مسدت عواطف على رأسها برفق متمتمة بكلمات متضرعة للمولى :

-ألف حمد وشكر ليك يا رب ، الحمدلله إنك رجعتي تاني يا بنتي ، ربنا ما يحرمني من دخلتك عليا أبدًا!

استمعت أسيف إلى أغلب دعائها ، وبكت في صمت متأثرة

بروحها النقية التي ذكرتها بأبويها الراحلين. كانا دائمي الدعاء لها ، لم ينقطع لسانهما عن مناجاة الله من أجل تيسير أمورها ..

واصلت إدعاءها بالنوم حتى غفت وهي تضمها إلى صدرها.

..............................

انتظر بفـــارغ الصبر انقضـــاء ساعات الليل لكي يعود إلى منزله بعد أن تمكن التعب منه ..

ورغم حرصه على عدم إزعـــاج من بالبيت وتفضيله البقاء بالخــارج إلا أنه قد أرهق تمامًا ، وأصبح بحاجة ملحة للإسترخاء والنوم ، لذلك قرر العودة إليه..

ولج ديــــاب إلى المنزل بهدوء حذر ، وســار بخطوات هادئة نحو غرفة ابنه يحيى. فقد ظن أن غرفته ربما تكون مستغلة من قبل ضيوفهم.

أوصد الباب خلفه بهدوء ، ودنا من فراشه بحرص شديد.

انحنى على رأس صغيره ليقبله بحنو أبوي كبير ، ثم التفت برأسه لينظر إلى أروى التي نامت إلى جواره.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now