الفصل الرابع والثلاثون

Start from the beginning
                                    

التفتت فاطمة نحوها رامقة إياها بنظرات غريبة ، ثم دنت منها متساءلة بتوجس :

-انتي كويسة ؟

أجابتها أسيف بوجهها الشاحب :

-أه !

اعترضت فاطمة على ردها قائلة بجدية :

-بس شكلك بيقول غير كده ، لو في حاجة تعباكي قوليلي ، أنا هساعدك !

لم تجد أسيف بداً من رفض مساعدتها ، فهي بالفعل ليست على ما يرام ، لذا هتفت بنزق :

-أنا حاسة بدوخة بسيطة !

ظهر على تعابير فاطمة الإهتمام بحالتها ، فأشارت لها قائلة بصوت آمر :

-طب اقعدي من فضلك ، أنا هاقيسلك الضغط ، جايز يكون مش مظبوط !

ابتسمت لها أسيف بصعوبة وهي ترد بإمتنان :

-متشكرة

-على ايه ، اتفضلي !

.........................................

حملت رضيعتها على كتفها ، وأحكمت ضبط حجـــاب رأسها وهي تلج للخـــارج موصدة باب المنزل خلفها.

سبقتها أمها بخطوتين ، ولكنها تراجعت عن الاستمرار في حركتها لتلتفت برأسها للخلف وهي تقول بقلق :

-مش كنا نستنى أسيف ؟ هترجع مش هتلاقي حد فينا موجود

ردت عليها نيرمين بضجر وهي عابسة الوجه :

-هو حد عارفلها مطرح ولا سكة ، الله أعلم بتعمل ايه !

ثم زمت شفتيها لتضيف بنبرة ذات مغزى :

-مش جايز تكون ماشية على حل شعرها !

استشاطت نظرات عواطف عقب تلك العبارة المهينة ، وهتفت فيها بإستنكار تام :

-لمي نفسك يا نيرمين ! دي بنت خالك ، مش واحدة من الشارع !!!

نفخت الأخيرة بغضب قائلة بتجهم :

-خلاص يا ماما !

ثم لمعت عيناها بوميض غريب وهي تهتف بتلهف :

-بينا عشان نلحق العزومة !

نظرت لها أمها شزراً ، ثم تحركت نحو الدرج قائلة بحيرة :

-اللي مستغرباه ، اشمعنى دلوقتي بالذات الست جليلة عزمانا !

ردت عليها نيرمين بإبتسامة عابثة :

-وماله ، مش قرايبنا !

تنهدت عواطف قائلة بإنزعاج خفيف :

-ربنا يستر ، أنا مش مرتاحة

دفعتها نيرمين بكف يدها قائلة بحماس لم تستطع اخفاؤه :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now