التفتت فاطمة نحوها رامقة إياها بنظرات غريبة ، ثم دنت منها متساءلة بتوجس :
-انتي كويسة ؟
أجابتها أسيف بوجهها الشاحب :
-أه !
اعترضت فاطمة على ردها قائلة بجدية :
-بس شكلك بيقول غير كده ، لو في حاجة تعباكي قوليلي ، أنا هساعدك !
لم تجد أسيف بداً من رفض مساعدتها ، فهي بالفعل ليست على ما يرام ، لذا هتفت بنزق :
-أنا حاسة بدوخة بسيطة !
ظهر على تعابير فاطمة الإهتمام بحالتها ، فأشارت لها قائلة بصوت آمر :
-طب اقعدي من فضلك ، أنا هاقيسلك الضغط ، جايز يكون مش مظبوط !
ابتسمت لها أسيف بصعوبة وهي ترد بإمتنان :
-متشكرة
-على ايه ، اتفضلي !
.........................................
حملت رضيعتها على كتفها ، وأحكمت ضبط حجـــاب رأسها وهي تلج للخـــارج موصدة باب المنزل خلفها.
سبقتها أمها بخطوتين ، ولكنها تراجعت عن الاستمرار في حركتها لتلتفت برأسها للخلف وهي تقول بقلق :
-مش كنا نستنى أسيف ؟ هترجع مش هتلاقي حد فينا موجود
ردت عليها نيرمين بضجر وهي عابسة الوجه :
-هو حد عارفلها مطرح ولا سكة ، الله أعلم بتعمل ايه !
ثم زمت شفتيها لتضيف بنبرة ذات مغزى :
-مش جايز تكون ماشية على حل شعرها !
استشاطت نظرات عواطف عقب تلك العبارة المهينة ، وهتفت فيها بإستنكار تام :
-لمي نفسك يا نيرمين ! دي بنت خالك ، مش واحدة من الشارع !!!
نفخت الأخيرة بغضب قائلة بتجهم :
-خلاص يا ماما !
ثم لمعت عيناها بوميض غريب وهي تهتف بتلهف :
-بينا عشان نلحق العزومة !
نظرت لها أمها شزراً ، ثم تحركت نحو الدرج قائلة بحيرة :
-اللي مستغرباه ، اشمعنى دلوقتي بالذات الست جليلة عزمانا !
ردت عليها نيرمين بإبتسامة عابثة :
-وماله ، مش قرايبنا !
تنهدت عواطف قائلة بإنزعاج خفيف :
-ربنا يستر ، أنا مش مرتاحة
دفعتها نيرمين بكف يدها قائلة بحماس لم تستطع اخفاؤه :
YOU ARE READING
الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅
Romanceكتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا .. رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية ا...
الفصل الرابع والثلاثون
Start from the beginning