الفصل الثالث والثلاثون

Start from the beginning
                                    

لم تتبدل تعابير وجهه وهو يرد بإقتضاب :

-ماشي

ثم تحرك خـــارج الشرفة ليدخل غرفته.

وقعت أنظاره على زجاجة عطره باهظ الثمن المسنودة على تسريحته ، فإلتقطها وأكمل سيره تاركاً الغرفة.

تساءلت أروى بحماس :

-أروح معاه يا ماما ؟

رمقتها جليلة بنظرات منزعجة وهي ترد بإنفعال :

-لأ ، خشي أوضتك ذاكري ، كفاية تضييع وقت !

مطت الصغيرة أروى ثغرها قائلة بإحباط واضح :

-طيب !!

......................................

خــــرج إلى الصــالة وهو يشمر ساعديه سائراً بخطوات ثابتة نحوها.

كانت لا تزال على وضعها ، غافية ، غير مدركة لما حولها.

توقف في مكانه ليتأملها بهدوء.

بدلت والدته ثيابها الممزقة بعباءة تخصها ، فكانت أكثر حشمة ووقاراً..

تنهد بإرتياح لكونها هكذا بالرغم من إنزعاجه مما لاحظه من سحجات وخدشات على جسدها.

دنا منها بحذر ، ثم جثى على ركبته أمامها ، وفتح غطاء زجاجة العطر ، والتفت للخلف ليسنده على الطاولة.

قــام بتقريب فوهة الزجاجة من أنفها لتشتم رائحته النفاذة.

راقبها بإهتمام كبير متوقعاً استجابة فورية منها ، لكن لم يبدو عليها التأثر.

قطب جبينه متساءلاً بتعجب :

-هي الريحة مش باينة ؟

فـــرد كفه الأخر ، وقام بنثر الرائحة على راحة يده بغزارة لتصبح أكثر نفاذاً وحدة ، ومن ثم قربها من أنفها مجدداً لتشتمها.

لاحظ تلك التشنجات الخفيفة التي ظهرت على وجهها ،فابتسم لردة فعلها.

أعاد تكرار الأمر ليتأكد من افاقتها تماماً ..

...................................

لم تتخيل أن يسجنها في دكانها ، أن تتحول لحبيسة ما تملك.

واصلت صراخها الهيستري وهي تضرب بقبضتيها بعنف شديد على الباب القديم.

لم تهتم بالآلم الشديد الذي سبب الآذى لرسغيها ، ولا بالخدوش الخفيفة التي نتجت نتيجة احتكاكها الإنفعالي العنيف بالنتوءات الخشبية نتيجة تشققات الزمـــن ...

صاحت بجنون :

-طلعني من هنا ، انت مش بني آدم ، افتح البـــــاب !

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now