الفصل الثالث والثلاثون :
ولجت إلى داخـــل غرفته وهي متجهمة التعابير إلى حد ما ، بحثت عنه فلم تجده ، فاتجهت إلى الشرفة حيث يجلس دوماً ..
رأته مستنداً بمرفقيه على حافة سورها ، ومنفثاً لدخـــان سيجارته المشتعلة في الهواء. ورأت أخته الصغرى إلى جواره تراقب الطريق والمــارة بنظرات شمولية.
استطردت جليلة حديثها قائلة بجدية :
-بنادي عليك يا دياب ، مش سامعني !
التفت ناحيتها برأسه ، ثم اعتدل في وقفته وهو يجيبها بفتور:
-ماسمعتش !
ضيقت نظراتها أكثر لترمقه بغرابة وهي تضيف بضجر :
-طب شوفلنا دكتور ولا حد بيفهم عشان بسمة ، مش هانسيبها كده !
أطفأ بقايا سيجارته في المنفضة الخاصة بها ، ورد عليه بإرتباك ملحوظ في نبرته :
-هي خلاص آآ... اقصد يعني متغطية وآآ...
ابتسمت بمكر وهي تجيبه :
-اه يا حبيبي ، اطمن !
ثم اقتربت منه لتسأله بصوت خفيض ذو مغزى معين :
-وبعدين مال وشك جاب ألوان كده ليه لما شوفتها
عبست تقاسيمه وقست نظراته وهو يرد عليها بحدة :
-في ايه يامه ، ألوان ايه وزفت ايه ؟
أومــأت بعينيها قائلة بلؤم :
-انت مش شايف نفس
ضغط على شفتيه بقوة فقد فهم إلى ماذا ترمي والدته. أخذ نفساً عميقاً حبسه للحظات في صدره ليضبط انفعالاته ، ثم أطلقه دفعة واحدة مردداً بخشونة :
-شوفي يا أم منــذر ، الحكاوي اللي في دماغك دي انسيها خالص ، أنا مش بتاع الكلام ده !
نظرت له بتعجب كبير ، وقبل أن تفتح فمها لتنطق أضاف سريعاً بنبرة أكثر جدية :
-تاني حاجة بقى عاوزاني أعمل ايه لما أشوف واحدة لا مؤاخذة يعني آآ.... وماتجوزليش ؟ ها ؟ أتنح فيها عشان أعجب مثلاً ؟
زمت جليلة فمها للجانبين مستنكرة عتابه الحاد ، بينما أكمل هو قائلاً :
-دي لا أخلاقنا ولا تربيتنا ، احنا بنفهم في الأصول كويس وولاد الحاج طــه لو شافوا واحدة عريانة يغطوها ، يا رب تكون الرسالة وصلت !
ردت عليه بتذمر مشيرة بيدها :
-خلاص يا دياب ، مالك طلعت فيا كده ليه ، روح شوفها وخلاص !
BINABASA MO ANG
الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅
Romanceكتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا .. رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية ا...