الفصل التاسع والعشرون - الجزء الأول

44K 1.9K 153
                                    


الفصل التاسع والعشرون ( الجزء الأول ) :

لم تتكبد العنـــاء في انتقــاء ما سترتديه ، فعباءة سوداء ستفي بالغرض ، خاصة أنها في فترة حداد ممتدة.

أحكمت ربط حجاب رأسها عليها، وتحركت خارج الغرفة وهي متحفزة للحصول على حقها المسروق.

لحقت بها عواطف مستطردة حديثها بتوجس :

-بالراحة يا بنتي ، الأمور ماتتخدتش قفش !

ردت عليها بنبرة صارمة وهي ترمقها بنظرات محتقنة:

-أنا مش هاسكت عن حقي ، وفلوسي اللي اتسرق هاعرف ازاي هارجعها

أومـــأت عمتها برأسها قائلة :

-حاضر ، بس بالعقل !

تحركت صوب باب المنزل هاتفة بصوت شبه آمر :

-يالا يا عمتي ، وريني فين مكانه !

ابتلعت ريقها بتوتر بادي على ملامح وجهها وهي تقول:

-طيب .. استر يا رب وعدي اليوم ده على خير !

راقبتهما نيرمين بنظرات نارية من خلف باب غرفتها الموارب ، وحدثت نفسها بنبرة مغلولة :

-على أخر الزمن البت دي جاية تعمل راسها براسه !

كزت على أسنانها بعنف وهي تردد بنبرة عدائية :

-مفكرة نفسها مين ، وربنا ماهسيبها في حالها ! هاخلي عيشتها أسود من قرن الخروب !!!!!

......................................

وقف أمام مكتبه ينهي أحد مكالمات عمله قائلاً بجدية :

-الفاتورة فيها كل حاجة ، راجع بس البضاعة وانت بتنزلها

مط منـــذر فمه للأمام ليضيف بهدوء :

-تمام ، وأنا معاك لو في حاجة ناقصة !

ضغط بعدها على زر الإيجاب واتجه عائداً لمقعده ليجلس عليه مسترخياً ..

حرك عنقه للجانبين وهو يفركه بكفه مخففاً من حدة ذلك الإرهــاق المسيطر عليه.

سمع أصواتاً خارجية غير واضحة ، فاعتدل بجلسته ، ودقق النظر أمامه ليرى إلى من يتحدث أحد عماله.

تساءلت عواطف بتوتر وهي تشير بيدها :

-هو موجود يا بني نقدر نشوفه ؟

أجابها العامل قائلاً بإبتسامة لطيفة :

-اه يا حاجة عواطف ، اتفضلي !

ردت عليه بود وهي تتحرك بحذر للداخل :

-كتر خيرك !

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now