ازدردت ريقها قائلة بحذر :
-ما أنا آآ.. مش ساكتة يا سي منذر بس آآ...
انزعج منذر نوعاً ما بسبب استشعاره لتقاعصها عن إتمام تلك المسألة الحيوية ، وقبل أن تكمل جملتها للنهاية قاطعها قائلاً بعصبية قليلة :
-مش وقت بسبسة يا ست عواطف ، دي مصالح وارتباطات مع ناس كتير ، مش فاضين للأعذار والحجج
دافعت عواطف عن موقفها قائلة بتلهف :
-والله ما حجج !
ثم أخفضت نبرتها نسبياً لتتابع بحزن واضح:
-أنا بس أخويا رياض مات من قريب وماكونتش أعرف
حلت الصدمة على وجهي كلاً من منذر ودياب ، وتبادلا نظرات مزعوجة وممزوجة بالحيرة.
فلم يتوقع أحدهما وفاة الشريك الأخر لعواطف ، وبالتالي تشكلت عقبة أخرى أمام إكمال مسألة البيع.
ردد منذر بنبرة واجبة :
-البقاء لله
ردت عليه بصوت مختنق :
-الدوام لله وحده
بينما أضاف دياب مواسياً :
-الله يرحمه ، البركة فيكي انتي !
ردت عليه بتفهم :
-اللهم امين ، تعيش يا بني !
ســـاد صمت حذر لعدة لحظات قبل أن تستأنف عواطف حديثها قائلة بصوت مضطرب :
-أنا كنت هافتحه في بيع الدكان ، بس .. بس اتفاجئت باللي حصله ، ده حتى معرفتش أقوم بالواجب ولا آآ...
تلك المرة قاطعها دياب قائلاً بجمود متخيلاً عن هدوئه :
-شوفي يا ست عواطف المثل بيقول الحي أبقى من الميت ، وبصراحة كده احنا بنسابق الزمن عشان ننجز
ردت عليه بقلة حيلة :
-وأنا متأخرتش عنكم يا دياب يا بني !
ضجر منذر من فتور ردودها ، فصـــاح محذراً إياها من المماطلة بانفعال ظاهر :
-احنا مش بنهزر ولا ده لعب عيال !
بينما أضـــاف دياب بتهديد ضمني:
-خليكي فاكرة يا ست عواطف إن الدكان اتفقنا هنشتريه وبسعر كويس فبلاش ملاوعة من أولها ، لأن ده مش في مصلحتك !
نفت سريعاً إتهامه لها قائلاً بخوف :
-والله ما ملاوعة ، دي .. دي ظروف حصلت !
رد عليها غير مكترث :
-ماليش فيه ده كله !
هزت رأسها بإيماءات متتالية قائلة :
أنت تقرأ
الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅
Romanceكتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا .. رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية ا...
الفصل الثامن
ابدأ من البداية