الفصل الثامن

ابدأ من البداية
                                    

ازدردت ريقها قائلة بحذر :

-ما أنا آآ.. مش ساكتة يا سي منذر بس آآ...

انزعج منذر نوعاً ما بسبب استشعاره لتقاعصها عن إتمام تلك المسألة الحيوية ، وقبل أن تكمل جملتها للنهاية قاطعها قائلاً بعصبية قليلة :

-مش وقت بسبسة يا ست عواطف ، دي مصالح وارتباطات مع ناس كتير ، مش فاضين للأعذار والحجج

دافعت عواطف عن موقفها قائلة بتلهف :

-والله ما حجج !

ثم أخفضت نبرتها نسبياً لتتابع بحزن واضح:

-أنا بس أخويا رياض مات من قريب وماكونتش أعرف

حلت الصدمة على وجهي كلاً من منذر ودياب ، وتبادلا نظرات مزعوجة وممزوجة بالحيرة.

فلم يتوقع أحدهما وفاة الشريك الأخر لعواطف ، وبالتالي تشكلت عقبة أخرى أمام إكمال مسألة البيع.

ردد منذر بنبرة واجبة :

-البقاء لله

ردت عليه بصوت مختنق :

-الدوام لله وحده

بينما أضاف دياب مواسياً :

-الله يرحمه ، البركة فيكي انتي !

ردت عليه بتفهم :

-اللهم امين ، تعيش يا بني !

ســـاد صمت حذر لعدة لحظات قبل أن تستأنف عواطف حديثها قائلة بصوت مضطرب :

-أنا كنت هافتحه في بيع الدكان ، بس .. بس اتفاجئت باللي حصله ، ده حتى معرفتش أقوم بالواجب ولا آآ...

تلك المرة قاطعها دياب قائلاً بجمود متخيلاً عن هدوئه :

-شوفي يا ست عواطف المثل بيقول الحي أبقى من الميت ، وبصراحة كده احنا بنسابق الزمن عشان ننجز

ردت عليه بقلة حيلة :

-وأنا متأخرتش عنكم يا دياب يا بني !

ضجر منذر من فتور ردودها ، فصـــاح محذراً إياها من المماطلة بانفعال ظاهر :

-احنا مش بنهزر ولا ده لعب عيال !

بينما أضـــاف دياب بتهديد ضمني:

-خليكي فاكرة يا ست عواطف إن الدكان اتفقنا هنشتريه وبسعر كويس فبلاش ملاوعة من أولها ، لأن ده مش في مصلحتك !

نفت سريعاً إتهامه لها قائلاً بخوف :

-والله ما ملاوعة ، دي .. دي ظروف حصلت !

رد عليها غير مكترث :

-ماليش فيه ده كله !

هزت رأسها بإيماءات متتالية قائلة :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن