الفصل السابع

57.1K 2.2K 62
                                    


الفصل السابع :

ارتجف جســـد حنان بعد أن قرأت ذلك العقد القديم الذي تنازل فيه زوجها الراحل عن نصيبه في إرث أبيه لإبنتهما الوحيدة.

احتارت كثيراً في سبب إقدامه على فعل هذا دون إبلاغها بالأمر أو حتى التلميح عنه.

ربما هو أراد حمايتها بتلك الطريقة ، وإعطائها ما تستحق دون الدخول في مشاحنات أو ما شابه ، لكنها باتت تخاف أكثر من تحول الأمر للعكس.

ضغطت على شفتيها بقوة ، وهزت رأسها مستنكرة قراره النافذ.

لم تكن تريد لصغيرتها أن تخوض تجربة الصراع والكره مع أقارب والدها الأشداء ، فهي على دراية تامة بشراسة طباعهم ونواياهم الدنيئة ، وقد كانت هي إحدى ضحاياهم قديماً ، حينما افتدت الحاج خورشيد وتلقت طلقة نارية طائشة كادت تودي بحياته ، فأصابتها في مقتل ، وسببت لها العجز.

وكل هذا بسبب تخصيصه لجزء من أملاكه لابنه رياض مع شقيقته عواطف.

كان الهدف من محاولة الاعتداء هي قتل ابنه لضمان عدم حصوله على شيء ، لكنها ظهرت في المكان الغير مناسب لتتلقاها هي.

وقتها قرر ريــاض الزواج منها ، وتحسرت حنان على حالها ، فقد اعتقدت أنه زواجاً لمجرد الشفقة والتعويض ، لكنه أثبت لها على مدار السنون أنه زواجاً قائماً على الحب والمودة والعشرة الطيبة.

طأطأت رأسها بحزن، وأخرجت زفيراً عميقاً من صدرها ، ثم تمتمت مع نفسها بنبرة خائفة :

-عدي اللي جاي على خير يا رب !

........................................

مط الحاج طـــه فمه للأمام وهو يطالع بإهتمام بعض التجديدات التي طرأت في المحال المملوكة له أسفل البناية موضع الاتفاق وهو يقف على مسافة جيدة لتمكنه من الرؤية بوضوح.

بالطبع كان الدكان العتيق يفصل بين تلك المحال ، ويحول دون توسعها بالشكل المطلوب.

نفخ بضيق من وجوده في وسطهم مانعاً من إتمام الإتفاق المبرم سابقاً. نفخ مجدداً ، وصاح عالياً بنبرة شبه محتدة :

-شبطوا المحارة خلينا نشوف هنعمل ايه

خرج أحد العاملين بالداخل ليرد بجدية :

-كله تمام يا حاج ، المونة تنشف ، ويبدأ الكهربائي شغله ويرمي مواسير الكهربا

ضرب بعكازه الخشبي الصلب الأرضية من أسفله ، وهتف فيه بصرامة :

-ماشي ، مش عاوز تأخير !

أشـــار العامل بيده للأمام قائلاً بجدية :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن