CH : 17

8.7K 803 274
                                    



" أَمُصر عَلَى مَعرفة ما بات ماضياً ؟ "

--


من بَيْن كُلُّ تِلك الأَجساد المرئية الَّتي تَمشي فِي شَوارع كوريا كَان هُنالِكَ مِن ضِمنهم جَسد غَيْر مرئيّ يَمْشِي بَعيداً عن الْبَشَر بِـ هدوء..

كان ذَلِك الجَسد يَعُود لِامرأة لَيْسَت مِن أَهْل هذه الأرض وَلْا حتى مِن أهل هَذَا العالم الكَبير الَّذي يَضم مِليارات البشر عليه ، فَلقد كانت تَعود لِعالم لا يَعلم بِشأنه جِناً كان أَم إنساً

عاَلم يَختلف بِكل تَفاصيله عَن عَالمنا هَذَا،عَالم يَتَّخِذ مِن عالمنا وَسيلة لِتطبيق التَجارب الَّتي تَكاد أن تَكون مُستحيلة،فَلَو حَدث خَطأٌ ما أَدى إِلىٰ هَلاك أَرْض هَذَا العالم يَكُون العالم الأَخر فِي سَلام..

عالم رَمَى كِلمة الجهل بِطول يَدِه فِي حاوية القُمامة ، وَأعلى كَلمتي العلم و المَعرِفة فِي سَمائه فَأصبحت هاتين الكَلمتين تُنير طَرِيق أَهْل هذا العالم بِـ قوتها الهائلة ..

عالم دَرس، وتعلم، وَعرف عن كُلِّ صَغيرةٍ وَكبيرة عن الأَكوان ، العَوالم ، الطبيعة ، وعن كُل ما يَخطر عَلَى البال ومالا يَخطر..
وما يَستحيل أن يَخطر!

فأصبح عالم يَخجل الذَكاء مِن وَصفه بِنفسه

وَفِي أَثْنَاء تَفكير تِلك المرأة بِالتَجربة الَّتي وُكّلت بِتنفيذها عَلَى هَذه الأرض شَعرت بِشعورٍ غريب لِوهلة وَلَم تَستطع حتى عَلَى وَصف ما شَعرت بِه ، فَلقد كان أَشبه بِكون رُوحها إِنتُزعت مِنْهَا وَعادت مُجدداً!

فَـ رَفَعت رَأسها بِتفاجؤ وَحدقت بِعينيها الزَرقاوين اللَامعة فِي البشري الَّذي وَجدتهُ أَمامها ، وَتعجبت مِن كَوْنُه كَان يَستطيع إِبصارها . فَالشيء الوحيد الَّذي خَطر عَلَى بَالها فِي تِلك الَّلحظة هُو أَن رُوحها إِصطدمت بِروحهِ مِما جَعَلها تَشعُر وَكأن رُوحها إِنتزعت قبل عِدّة ثوانٍ ..

وما أَكد ما تُفكر بِه هُو كون هذا البَشَرِي قَد سَقَط عَلَى الارض مُغمياً عَلَيْه بَعْد أن أَبصرها ، فـ اولاً هو أَبصر شيء لم يَكُن يجب عليه إِبصاره وَ ثانياً هُو إِختلاف شكل هَذَا الجَسد الَّذي رأه عن المُعتاد!

فـ تَنهدت هذه الرُّوح بِضيق عِندما بَدأت تَشعُر بِالورطة الَّتي وَرطت بِهَا نَفسَها مُنذ عِدّة ثوانٍ بِسبب إِنشغالها فِي التَفكير وَعدم رُؤيتها لما كان أَمام عَينِيها ، فَـ إصطدام بشري بِـ روح ليست مِن عالمه يَترتب عَلَيْه نتائج أُخرى كثيره ، أَولها هُو تكون رَابطة بَيْن البشري وَهَذِه الروح ، مِما يَجعلهُ قادراً عَلَى إِبصار هذه الروح بِكل وُضوح!

لا ينتهي ولا يبدأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن