لا ينتهي ولا يبدأ

CH : 12

غُيومٌ سَوداء أَخفت نُور السماء وَقطراتُ ماءٍ رَحبت بها الأراضي
قَطراتٌ فرحه بِتحررها وَأُخرى حَزينه لِتركها وَالدتها ..

نَظر ذُو الستة وَالعشرون عاماً لِلخارج عَن طَرِيق النَافذة الكَبيرة الَّتي تتوسط حائط رَواق المَدرسة الَّتي تَدرس بِهَا إِيلانهي ، لَقد أَصبح يَزورها كَثيراً مُؤخراً !

كَان الرواق فَارغاً بِسبب عَدم وُجود طَلبه خارج الفُصول بِسبب الإختبارات فّإِستغل الفُرصة وأخرج من جَيبه عُلبة عَدسات العين
الَّتي يَرتديها

هُو تَعمد أن يَرتدي عدساتٍ بُنية مُشابهه لِلون عَينيه حَتَّى إِذا إِنفعل وَهو يَتَحدث وَغَضِب بِشدة لا تَتلون عَينه مُجدداً بِاللون البَنفسجي وَتبدأ كتاباتٌ دَاخلها بِالظهور فَيُصبح مَنظره مُريباً

كَمَا أنه تَعمد أن يأتي مَع إِيلانهي لِمدرستها بِحجة أن يَجعلها تَختبر وَتخرج مُجدداً وَلَم يَقل لَهَا بِأنهُ أراد المجيئ مِن أجل أن يَطْلب المُدير لِيجلس مَعَه وَيبدأ بِسرد ما حدث مع إِيلانهي بِنبرة حاده،صارمه ومليئة بالبرود والغضب

هُو حَاول أن لا يَتْرُك فُرصة لِمَن أَمامه بِأن يسأله عن هويته أو عن صلة قرابتهُ بها وَظل يُلقي عليه بالكلمات والجمل القاسية وَالمُعاتبة حتى بَدأ بدأ دَمُه يَفور دُون وعيٍ منه

وَبالنهاية أَنهى كَلامه وَخرج من غُرفةْ من أعمى بَصَرِه وَصدم حياته بِالكلام الَّذي أُلقي عليه دُفعةً واحدة مِن قبل شاب يَبدو كأصغر أَولاده

8:30AM
D.JEON : إِنتهى وقت الإختبار ؟
__
9:00AM
HWANG.E : نعم،لِلتو
أَشعُر بِأني بخير لِذلكَ سأكمل دوامي اليوم للنهاية
__
9:00AM
D.JEON : ....
كَمَا تُريدين ، سَأعود أنا لِلمستشفى
__
9:01AM
HWANG.E : حسناً

شُعور غريب لِلغاية أن أجد من يَتَحدث إلي يومياً ويسألني عن حالي ..
إِنه كَشعور الصَّحراء الجافة إِذا أمطرت عَليها السَّمَاء وإستقرت قطراتُ المياه عَلَى سطح نَباتها المؤذي ..

إنه يَبدو كَـ صديق أكثر من كونه طَبيبٌ نفسي أَذهب إليه لِأعرف
العِلة الَّتي تُواجهها نَفْسِي الداخلية وأَستطيع حلها

كما إني لَم أُجرب مِن قَبْل شُعور الصداقة وكيف تَبْدو لِذلكَ هذه المواقف والمَشاعر تَجعلني أَشعُر بالغرابة منها نوعاً ما !

تَنهدتُ بِخفة بعد أن إِنْتَهت الحِصة الرابعة ثُم وضعت رَأسي عَلَى يَداي المُستقرتان عَلَى الطَاولة وأغمضت عَينايَّ فِي مُحاولة لأن أُصفي ذهني و أُريح عَقلي من التَفكير المُبالغ فيه قَليلاً