**((19))**

7.6K 485 35
                                    

شهقته اكتسحت سكون هذه الغرفة المظلمة ...فتح داني عيناه بفزع ثم مالبث أن اعتدل بجلسته وهو يتلمس أثر الجرح على جبهته ... غارق بعرقه صار يرتجف كما العادة .

-هذا الحلم مجددا ً؟؟..تسائلت ميرا بقلق وهي تعتدل بجلستها بعد أن أيقظتها صرخته المكتومة؛ فنظر لها بإنهاك وأومئ برأسه..

كادت أن تتلمس كتفه لمواساته لولا أنه قام بإلقاء الغطاء ونهض بتثاقل متوجها إلى غرفة المعيشة ..جلس على الأريكة ،أشعل سيجاراً وبدأ بنفث دخانه بهدوء حتى أقبلت عليه وجلست مواجهة له على الأريكة المقابلة :

-لم اعهدك تدخن مسبقا !!!

نظر لها وقال متهكما" والان أدخن هل لديك مانع ؟ "

-لا أنا آسفة "

عضت على شفتها بأسى وقد اطرقت رأسها أرضاً واعتصرت ثوبها بألم من كلامه الجارح في كل مرة فأكمل قوله :

-إذن فاصمتي واخلدي إلى النوم الآن فوجودك لا داع له .

نظرت له وغرقت بتفاصيل زرقاوتيه الباردتين الميتتين ، نهضت بكل هدوء مقاومة رغبتها بالبكاء ،دخلت غرفتها واستلقت على السرير متكورة على نفسها بألم فلم تكن هذه هي الحياة التي نسجت عليها أحلاماً جميلةتها

دقائق معدودة جلس فيها داني بهذه العتمة يفكر بتلك الأيام القليلة التي عاشها معها .. إنها نقية وروحها عذبة وشفافة هو لم يؤذها او يضربها فعلياْ ولكن كلامه الجارح بكل مرة هذا ماكان يقتلها ...ويقتله كذلك ...

يريد الانتقام وبدأ يخاف فعلا من أن يحبها أو بدأ يحبها بالفعل ولكن هذه الفكرة ترعبه...لا يريد أن يتسبب بجرحها وبنفس الوقت يريد أن يحطم عاصم وسهير وهي الوسيلة الوحيدة لتحطيمهما .

كيف سيوازن المسألة لم يعرف ، تارة ًيكون مع ميرا لطيفاً هادئاً عاشقًا وأحياناً اخرى حقيرًا قاسياً بكلماته

وتصرفاته ...متقلب بطريقة غريبة وهي طيبة إلى أبعد الحدود ،فكيف له ألا يعشق هذه الصغيرة التي تتحمل كلامه القاسي وتصمت بدل أن تجابه وتصرخ تستسلم لكلماته بسهولة فائقة ولا يشعر بألمها إلا من وسادتها المبللة بالدموع كل ليلة..

تحبه بجنون ومتعلقة به كصغيرة يتيمة لم تصدق أن أحدهم قام برعايتها والاهتمام بها ... فتمسكت به وسلمته نفسها ،تريد الشعور بالأمان والاستقرار لتعوض عن نفسها سنوات حرمان الأمان الذي لم تره من أمها أو أبيها ...حياتها الماضية قضتها بمدارس داخلية للبنات وحتى عند زيارتها لهم بعطلة نهاية الأسبوع ، تشعر بأنها غريبة عماضي

حتى رواد أخاها كان أنانيًا عند ابتعاده ...فماذنبها هي لتحرم من أخاها الوحيد بسبب تصرف عائلتها .

منذ وقت طويل لم يعد يكالمها أو يجيب على اتصالاتها وكأنه انسلخ عنهم وعنها وهذا ما كان يمزق قلبها.

الرقصة الأخيرةWhere stories live. Discover now