**((26))**

7.6K 549 80
                                    



كان يوما شاقًا جداً ليارا ...فهاهي تتدرب مع فرقتها لتقديم عرض بدار الاوبرا، الأمر الذي طالما حلمت به وطمحت للوصول إليه....
كان المدرب الرئيسي لهذا العرض رجل مثالي لأبعد الحدود لأنه من خلال عرض واحد فقط قدموه أمامه استطاع تمييز نقطة ضعفهم وقوتهم ،لذلك أعطى لكل راقص مكانه المناسب وفقرته التي تناسب مستواه بحيث يكملون بعضهم بعضاً .

والمخرج الفني كذلك كان متعاون لأبعد الحدود معهم..وها هي الآن تباشر التدريبات مع لويس وطلابه،

كانت تشعر برهبة من هذا المكان .. حسدت تلك الراقصة التي رأتها منذ بضعة أشهر هنا، والآن هي تقف على نفس المسرح وبنفس الشموخ .

إنتهت تدريباتهم لهذا اليوم ،كانت تقف لتلتقط أنفاسها بعد أن أدت عرضها المنفرد، بعض الراقصين يجلس على زاوية المسرح وآخرون موزعون على المقاعد، منهم من يقوم بحركات منفردة ومنهم من استسلم فارتمى على الأرض بإنهاك، أطفأت الموسيقى المصاحبة لرقصتها ، فاقترب لويس منها متجاهلاً رواد الذي يقف بمسافة قريبة نسبياً يتحدث مع أحد افراد الفرقة، مد يده متلمساً ساعدها ثم ابتسم قائلا بلطف : كنت مذهلةً اليوم
-اشكرك مسيو .

- ما رأيك أن نتنزه وأدعوك لتناول طعام العشاء الليلة، فهنالك ما أود أن أحادثك به .

كادت أن تجيب لولا اقتراب رواد المفاجئ منهما ،
احتقن وجهه عندما رآى يقف معها بهذا الشكل وترك ذلك الراقص الذي كان يتكلم معه واقتحم دائرتهما ليقول له بحنق بعد أن أسقط يده من ساعد يارا عنوة :
-الوقت متأخر الآن إن لاحظت لهذه الدعوة، كما أنها تعبة اليوم ألا ترى الانهاك على وجهها!!
التفتت إليه بعد أن تجاوز حدوده فعلا :

-رواد مابك إنه يحدثني أنا! .

فزجرها رواد بعنف : أصمتي أنت.
والتفت إلى غريمه ليستكمل هجومه فتجهم وجه لويس وقال مجاوباً:

-ومن طلب مشورتك أيها الحشري أكنت تتنصت علينا ؟..
اقترب الاثنان من بعضهما وعينيهما تقدحان شررًا

فيبدو أنهما سيبدآن معركة جديدة من معاركهما التي لا تنتهي ،فما كان من يارا إلا أن تنسل من أمامهما بهدوء وتتوجه خارجة هرباً منهما كالعادة .

نظر رواد ليراها قد اختفت من أمامه فأطلق شتيمة  للويس وتركه مغادراً، وذلك الآخر بدوره قال بحنق بالغ وهو يغلق أزرار معطفه :

-دائما ماينسف مخططاتي ذلك الأحمق، أقسم اني لن ادعك تظفر بها سحقًا لك ولحبك الأبله"

اقتربت ماريا تلحق بلويس وأمسكت ساعده لتهمس له بمكر :قلت لك مراراً وسأقولها مجددا ..العرب همج لا تورط نفسك بالمتاعب معهم.

افلت نفسه منها وجز على أسنانه بغيظ : ابتعدي عني لا ينقصني إلا كلامك الاستفزاري...
ضحكت بميوعة على غضبه وأردفت وهي تجتازه..

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن