**((5))**

11.5K 719 68
                                    

ومضات من الماضي..

السيدة سهير جالسة بصالة الفيلا تصب جام غضبها على تلك الخادمة التي أطرقت رأسها أرضاً بقهر .

-قلت لك مائة مرة ألا تتأخري أيتها المهملة.

-ولكن سيدتي كان ابني داني مريضاً، انتظرت جارتي تحضر للعناية به وأتيت فوراً ....

-اسمعيني يا هذه ..لا شأن لي بهذا الكلام الفارغ أنا أدفع مرتبك لكي تعملي لا لكي تتواقحي هكذا معي.

ابتعلت رزان الإهانة بصمت وهي تراقب سهير المتعالية تهز قدميها شبه العاريتين بذلك الثوب القصير الذي يظهر أكثر مما يخفي وتمضغ اللبان في حين أردفت بتعجرف:

هيا ادخلي المطبخ وأعدي لي كوبًا من النسكافيه سحقاً للهمج وقذارتهم التي لا تنتهي .

أومأت لها رزان و ركضت من بعدها فوراً إلى المطبخ لتنفذ الطلب دامعة العينين فدخل عليها رواد الصغير .

-خالة رزان ..أنا أسف لأجلك .

نظرت لهذا الفتى الطيب واحتضنته قائلة :

-يستحيل أن تكون ابناً لتلك المرأة التي بالصالة.

ضحك لمواساتها ثم قال بمكر وهو يراقص حاجبيه:

-تقصدين ماما الغولة .

سدت فمه بيدها وصاحت عليه :

- شش... اخفض صوتك ثم لا تقل مثل هذا الكلام ياولد على والدتك،

نظر ناحية رزان وأجابها بأسى :

-أمي!! نعم ولكن أفضل لقب ماما الغولة "

ضحك عاليا ًثم ما لبث أن طبع قبلة على خد رزان وهمس لها :

-لكم أرغب في أن أقول ماما لأحد آخر ،بلغي تحياتي لحورية البحر المتوحشة فقد اشتقت إليها كثيراً .

وغمزها مغادراً المطبخ .

جففت دموعها وضحكت رغماً عنها ..فهذا الفتى اللطيف فعلاً يستحيل أن يكون ابنا لعائلة متعالية كهذه لكن من بين الأشواك تنبثق الزهور ..

***********

بعد بضعة أيام رآها تجلس في المطبخ

-تعالي وارقصي معي.

قالها لتلك الصغيرة التي تأكل الشوكولاه بنهم .

-لا أريد ...ستوبخني أمك إن رأتني معك .

قلب شفتيه مفكراً ثم ما لبث أن قال:

-لن ترانا سنرقص بالحديقة الخلفية وسأعلمك الباليه ما رأيك .

نهضت تلك الصغيرة وهندمت فستانها الوردي ذو الشريطة العريضة وهتفت بسعادة وهي تصفق بيديها الناعمتين الملطختين ببقايا الشوكولاه .

-حسناً موافقة .

لكنه قبل كل شيء أخرج منديلاً من جيبه وقام بمسح يديها الصغيرتين وفمها قائلاً بسعادة :

الرقصة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن