**((21))**

7K 517 38
                                    


لملمت جراح نفسها وجرت قدميها جراً لتعود إلى المنزل ... و ما إن استقبلتاها والدتها حتى ارتمت ببن أحضانها وبدأت تبكي بحرقة وتصرخ بها دون وعي ...أبي مات ، لقد مات ابي في السجن .

كانت هذه صدمة أخرى ل رزان التي صعقت لهذه الحقيقة الجديدة .

-أي سجن تتكلمين عنه...

واتضح لها لما لم يكلمها زوجها كل تلك المدة على الهاتف....وفهمت مالذي جرى...ومن أين حصلت ابنتها على نقود العملية وتكاليف العلاج ... كل ذلك جرى بعقلها بعمليه بسيطة جدًا ...لأنها تعرف قذارة عاصم وجبروته.

وايقنت أنه لا يعط شيئاً بدون مقابل ولكن هذا الثمن كان غالياً جداً... هذا الثمن سرق منها زوجها ودمر قلب طفلتها الحبيبة ..

دخل داني مساءاً منهك القوة من عمله ليرى عائلته الصغيره بهذه الحال...

عرف بموت والده منهما ولكنه لم يعرف بما جرى لأخته بعد، فظن أن حزنها وألمها سببه فقط موت والدها..لم يعرف أنها خسرت أباها ، حبيبها وروحها بيوم واحد

في اللحظة التي احتاجت بها لرواد....خذلها وطعن قلبها لتصديقه هؤلاء الشياطين الذين اجتمعو ضدها...وذنبها فقط أنها أحبت رجلًا ثريا...أن آمالها تعلقت بذلك الانسان ولكنه الآن بنظرها شيطان مثلهم ..لحظة واحدة فقط جعلته ينسى سنوات طفولتهم معاً..مجرد تمثيلية سخيفة أتقنوها عليه صدقها بكل بساطة هل أبكيك يا أبت ِأم أبكي حالي.!!

*****

وطبعاً لعبة عاصم لم تقف عند هذا الحد ..فهو يعرف رواد جيدا بعد أن يستيقظ من صدمته سيبحث بهذا الموضوع ليعرف الحقيقة كاملة ..سيكتشف أي ثغرة لكي يبدأ منها لذا قرر ان يبعدهم عن هذه المدينة ..وفصل تلك الخادمة عن عملها بعد أن أعطاها تعويضا مناسباً لكي لا تخطئ بيوم ما أمامه .

*****

ترجلت الفتاة من سيارتها في اليوم الثالث من رؤيته على هذا الحال، خلعت حذائها رمته بعيدا ً ومشت تجاهه بخطى بطيئة على الرمال الناعمة حتى صارت أمامه مباشرة، وجلست دون سابق إنذار ، مسح رواد دموعه بسرعة ورفع وجهه تجاهها متعجباً .

-هذه ...الحياة لا تستحق صدقني رواد ،

تجاهل كلماتها وأدار وجهه لكنها لم تتركه وشأنه بل اقتربت أكثر (منذ ثلاثة أيام وأنت على هذا الحال ،تهرب إلی هنا قاضياً ساعاتٍ طوال لما تعذب نفسك لما تبعثر حياتك وتشتاق لمن لم يهتم لمشاعرك )

-أتركيني لارا.

قالها بحروف صارمة لكنها لم تستسلم بل رفعت وجهه بيديها وتلمسته بنعومة:

-ستنساها رواد ...معي ستنساها .

*******

بعد انتهاء أيام العزاء تلقت رزان اتصالاً تعرف صوت صاحبه جيدًا ....المحامي ممدوح

الرقصة الأخيرةWhere stories live. Discover now